الدولار الأسترالي ينتعش مع تراجع الدولار الأمريكي وسط تهدئة تجارية وتوقعات بتيسير نقدي
ارتفع الدولار الأسترالي مدعومًا باتفاق تجاري أولي بين واشنطن وبكين وتراجع الدولار الأمريكي وسط بيانات أمريكية متباينة، لكن مخاوف جديدة بشأن الشركات الصينية وقرارات الفائدة المستقبلية تظل ضاغطة على التوقعات.

شهد الدولار الأسترالي تعافيًا ملحوظًا أمام نظيره الأمريكي يوم الجمعة، بعد توقف موجة الخسائر التي استمرت يومين، بدعم من مؤشرات تهدئة في التوترات التجارية العالمية وتراجع محتمل في قوة الدولار الأمريكي. فقد استفاد زوج الدولار الأسترالي/الدولار الأمريكي (AUD/USD) من التقدم في المحادثات بين الولايات المتحدة والصين، والتي أسفرت عن اتفاق مبدئي يتضمن تقليص الرسوم الجمركية المتبادلة بشكل كبير، إلى جانب بوادر إيجابية في الملف النووي الإيراني.
رغم ذلك، لم تخلُ الأجواء من التحديات، إذ ظهرت تقارير تفيد بأن إدارة ترامب تعتزم إدراج شركات صينية جديدة على قائمة الكيانات المحظورة، مما أثار القلق بشأن استقرار العلاقات التجارية، خاصة مع اعتماد الاقتصاد الأسترالي على الصين كأكبر شريك تجاري له. وقد حذرت مصادر أمريكية من أن مثل هذه الخطوة قد تقوض التفاهمات التجارية الأخيرة التي جرى التوصل إليها في جنيف.
اقتصاديًا، تلقى الدولار الأسترالي دفعة من بيانات سوق العمل الإيجابية، حيث أظهرت التقارير الرسمية نمواً قوياً في التوظيف خلال أبريل، مع بقاء معدل البطالة عند 4.1%، وزيادة ملحوظة في نمو الأجور السنوي بنسبة 3.4% في الربع الأول من العام. ومع ذلك، لا تزال التوقعات تشير إلى أن البنك الاحتياطي الأسترالي قد يمضي قدمًا في خفض أسعار الفائدة، وإن بوتيرة أخف مما كان متوقعًا سابقًا.
في المقابل، استمر الدولار الأمريكي في التحرك ضمن نطاق ضيق، متأثرًا ببيانات اقتصادية متباينة. فقد أظهرت أرقام التضخم تراجعًا في وتيرة نمو أسعار المنتجين والمستهلكين، ما عزز التقديرات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يعاود خفض الفائدة قريبًا. ورغم تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن "علاقات ممتازة" مع الصين واستعداده للتفاوض، فإن المخاوف بشأن السياسة التجارية لا تزال تلقي بظلالها.
فنيًا، يستقر زوج AUD/USD قرب مستوى 0.6410، ويواجه دعمًا رئيسيًا عند 0.6400، بينما تظهر مقاومة فنية عند المتوسط المتحرك الأسي لتسعة أيام حول 0.6417. ويتوقع أن يؤدي تجاوز هذا الحاجز إلى فتح المجال أمام مزيد من الصعود نحو مستويات شوهدت آخر مرة في نهاية 2024.