الدولار الأمريكي يتحرك بحذر مع تصاعد التوترات الجيوسياسية وتضارب التصريحات بين واشنطن وبكين

شهد الدولار الأمريكي تحركات محدودة يوم الجمعة، مع بقائه ضمن نطاق تداول ضيق مقابل العملات الرئيسية، بينما يقيّم المستثمرون إشارات متباينة من واشنطن وبكين قبيل عطلة نهاية أسبوع قد تحمل مخاطر جيوسياسية.
وسجل مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) ارتفاعًا بنسبة 0.40% خلال اليوم، ليبقى دون المستوى النفسي المهم 100.00، وسط انقسام في آراء المتداولين حول مستقبل المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرح بأن المفاوضات مع الصين جارية، وهو ما دعم أسواق الأسهم وعزز من قوة الدولار مؤقتًا. إلا أن وزارة الخارجية الصينية نفت ذلك بشكل قاطع، مؤكدة عدم وجود مشاورات حالية بشأن الرسوم الجمركية، وهو ما أعاد الشكوك للأسواق.
وأضافت مصادر نقلتها بلومبرغ أن الصين تدرس تعليق رسوم جمركية بنسبة 125% على بعض الواردات الأمريكية، مثل المعدات الطبية والإيثان، رغم غياب تأكيد رسمي من بكين.
وفيما يخلو الجدول الاقتصادي من بيانات مؤثرة، يترقب المستثمرون صدور قراءة مؤشر ثقة المستهلك من جامعة ميشيغان، والذي سجل ارتفاعًا طفيفًا إلى 52.2 في أبريل، مقابل 50.8 سابقًا، بينما استقرت توقعات التضخم لمدة خمس سنوات عند 4.4%.
في المقابل، تسود حالة من الشك في الأسواق تجاه تصريحات ترامب، خاصة مع تمسك الصين بنفيها، مما دفع بعض المؤشرات الأمريكية للتحول إلى الاتجاه السلبي، رغم استمرار المكاسب الطفيفة للأسهم الأوروبية.
توقعات أسعار الفائدة وأداء السندات
أداة FedWatch لمجموعة CME أظهرت أن احتمال خفض الفائدة في اجتماع الفيدرالي المقبل في مايو لا يتجاوز 6.1%، بينما ترتفع التوقعات لخفض في يونيو إلى 61.4%. في هذه الأثناء، تحوم عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات حول مستوى 4.28%.
التحليل الفني لمؤشر الدولار (DXY)
من الناحية الفنية، يبقى مؤشر الدولار في وضع دفاعي مع احتمالية صعود نحو 100.22 إذا تم اختراق حاجز 100.00 مجددًا، في حين تمثل المستويات 97.73 و96.94 نقاط دعم رئيسية في حال تراجعت الأسواق بفعل أخبار سلبية.
ومع اقتراب نهاية الشهر، تبقى الأسواق في ترقب لأي تطورات مفاجئة، خاصة على صعيد التوترات بين الصين والولايات المتحدة أو تطورات محتملة في ملف الحرب الروسية الأوكرانية، والتي قد تعزز من قوة اليورو وتضغط على الدولار.