الدولار الأمريكي يتعافى أمام الكندي رغم ضعف البيانات.. وأسعار النفط تضغط على العملة الكندية

شهد الدولار الكندي تراجعًا ملحوظًا أمام نظيره الأمريكي خلال تعاملات الأربعاء، حيث صعد زوج الدولار/الكندي إلى حدود 1.3950. ويعود هذا الارتفاع إلى تعافي الدولار الأمريكي بعد هبوط أولي نتج عن البيانات الاقتصادية الضعيفة ومخاوف استمرار الإغلاق الجزئي للحكومة.

حصل الدولار على دفعة إضافية عقب قرار المحكمة العليا الأمريكية رفض طلب الرئيس دونالد ترامب بإقالة محافظ الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك، الأمر الذي عزز من استقرار ثقة المستثمرين بمجلس الاحتياطي الفيدرالي. كما تمكن مؤشر الدولار (DXY) من التماسك قرب 97.77 بعد أن لامس أدنى مستوى له في أسبوع.

وعلى صعيد البيانات الاقتصادية، أظهر تقرير مؤسسة ADP فقدان سوق العمل الأمريكي نحو 32 ألف وظيفة في القطاع الخاص لشهر سبتمبر، في مقابل توقعات بزيادة قدرها 50 ألف وظيفة. وزاد من الضغوط السلبية تعديل بيانات أغسطس بشكل كبير إلى خسارة 3 آلاف وظيفة بدلًا من مكاسب معلن عنها سابقًا بـ54 ألفًا.

في الوقت نفسه، أظهرت مؤشرات النشاط الصناعي أداء متباينًا. فقد تراجع مؤشر مديري المشتريات الصناعي من S&P Global في الولايات المتحدة إلى 52 من 53، مما يعكس تباطؤًا في وتيرة التوسع بسبب تراجع الصادرات والطلبات الجديدة. أما مؤشر ISM الصناعي فقد ارتفع إلى 49.1 نقطة مقارنة بـ48.7، متجاوزًا التوقعات الطفيفة، لكنه ظل دون مستوى 50 الذي يفصل النمو عن الانكماش.

أما في كندا، فبقيت الصورة أكثر قتامة، حيث انخفض مؤشر مديري المشتريات الصناعي من S&P Global إلى 47.7 في سبتمبر من 48.3 في أغسطس، مسجلًا الشهر الثامن على التوالي من الانكماش. وأبرز التقرير استمرار ضعف الإنتاج والطلبات الجديدة، وتراجع الثقة التجارية، بجانب تقليص الشركات للوظائف والمخزونات تحت ضغط ارتفاع التكاليف الناتجة عن التعريفات.

ورغم هذه الصورة السلبية، أشار بول سميث، مدير الاقتصاد في S&P Global Market Intelligence، إلى جانب إيجابي وحيد يتمثل في تراجع ضغوط الأسعار، حيث ارتفعت تكاليف المدخلات وأسعار البيع بوتيرة أبطأ. واعتبر أن ذلك يوفر لبنك كندا مبررًا إضافيًا لخفض أسعار الفائدة قريبًا، مع تلاشي بعض المخاطر التضخمية.