واصل مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) مكاسبه للجلسة الثانية على التوالي ليصل إلى أعلى مستوى له هذا الأسبوع عند 99.80 خلال التعاملات الآسيوية يوم الأربعاء، مدعومًا بتحسن البيانات الاقتصادية الأمريكية التي خففت من المخاوف المرتبطة بركود محتمل. رغم هذا الارتفاع، لا يزال المؤشر يفتقر إلى الزخم الكافي لاختراق مستويات مقاومة قوية، في ظل استمرار القلق بشأن السياسات المالية الأمريكية وإمكانية خفض أسعار الفائدة.
وأظهرت البيانات الأخيرة أن طلبيات السلع المعمرة في الولايات المتحدة سجلت تراجعًا بنسبة 6.3% في أبريل، وهو انخفاض أقل من التوقعات التي كانت تشير إلى هبوط أكبر، ما اعتُبر مؤشرًا إيجابيًا نسبيًا. كما سجلت الطلبات الأساسية (باستثناء قطاع النقل) نموًا طفيفًا بنسبة 0.2%، مما ساهم في تهدئة المخاوف المتعلقة بتباطؤ الاقتصاد.
في سياق متصل، شهد مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي قفزة ملحوظة، مرتفعًا إلى 98 نقطة في مايو مقابل 85.7 في أبريل، وهو ما يُعد أقوى تحسن شهري منذ أربع سنوات. وجاء هذا الصعود مدفوعًا بتحسن التوقعات الاقتصادية وسوق العمل، خاصة بعد مؤشرات على تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
في المقابل، لا تزال التحديات المالية قائمة، لا سيما بعد تمرير مشروع قانون ضريبي ضخم قد يرفع العجز الفيدرالي بمقدار 4 تريليونات دولار خلال العقد المقبل. كما زادت التوقعات بشأن توجه الاحتياطي الفيدرالي نحو خفض أسعار الفائدة مرتين هذا العام، على خلفية بيانات تضخم أضعف من المتوقع.
في ظل هذا التباين بين العوامل الداعمة والمقلقة، يفضل المستثمرون الانتظار قبل اتخاذ مراكز شرائية قوية على الدولار. ويترقب السوق صدور محضر اجتماع الفيدرالي لاحقًا اليوم، إلى جانب بيانات الناتج المحلي الإجمالي ومؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي المرتقبة نهاية الأسبوع، للحصول على إشارات أوضح بشأن مسار السياسة النقدية المقبلة.
