الدولار الأمريكي يرتفع إلى أعلى مستوى في شهرين أمام الفرنك السويسري مع تراجع رهانات خفض الفائدة وتفاؤل حذر من البنك الوطني السويسري

واصل الدولار الأمريكي صعوده أمام الفرنك السويسري ليسجل أعلى مستوياته منذ أغسطس، مدعومًا بتشدد الاحتياطي الفيدرالي وتراجع التوقعات بخفض الفائدة، في حين أضعفت بيانات التضخم السويسرية الضعيفة وتلميحات البنك الوطني السويسري إلى “الصبر النقدي” جاذبية العملة المحلية.

Nov 4, 2025 - 16:28
الدولار الأمريكي يرتفع إلى أعلى مستوى في شهرين أمام الفرنك السويسري مع تراجع رهانات خفض الفائدة وتفاؤل حذر من البنك الوطني السويسري

واصل زوج الدولار الأمريكي/الفرنك السويسري (USD/CHF) مكاسبه للجلسة الخامسة على التوالي يوم الثلاثاء، ليصل إلى أعلى مستوى في شهرين حول 0.8085 بعد أن لامس الحاجز النفسي 0.8100 في بداية التداولات الأوروبية. ويأتي هذا الارتفاع مدفوعًا بمزيج من قوة الدولار الأمريكي وتراجع شهية المستثمرين للمخاطرة، إلى جانب توقعات أكثر حذرًا من جانب البنك الوطني السويسري.

يستفيد الدولار الأمريكي من التوجه المتشدد للاحتياطي الفيدرالي عقب خفض الفائدة الأخير بمقدار 25 نقطة أساس. فرغم هذا الخفض، أكد رئيس الفيدرالي جيروم باول أن المزيد من التيسير النقدي هذا العام “ليس نتيجة حتمية”، وهو ما دفع الأسواق إلى تقليص احتمالات خفض آخر للفائدة في ديسمبر، ما عزز جاذبية العملة الأمريكية أمام معظم نظرائها.

ورغم وجود تباين في تصريحات أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إلا أن أغلب المواقف تميل إلى الحذر. فقد اعتبرت الحاكمة ليزا كوك أن السياسة النقدية الحالية لا تزال “مقيدة بشكل معتدل”، بينما شددت ماري دالي من فرع سان فرانسيسكو على ضرورة “الانفتاح على الخيارات” قبل اجتماع ديسمبر. في المقابل، أبدى أوستان جولسبي من شيكاغو قلقه من بيانات التضخم الأخيرة، بينما لمح ستيفن ميران إلى أن الأوضاع المالية قد تشددت فعليًا رغم خفض الفائدة الأخير.

من جهة أخرى، ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) فوق مستوى 100 للمرة الأولى منذ أغسطس، مستفيدًا من التراجع العام في شهية المخاطرة بعد تقلبات الأسواق العالمية وتراجع أسهم التكنولوجيا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي نتيجة نتائج مالية متفاوتة وتحذيرات من فقاعة محتملة في التقييمات.

أما على الصعيد السويسري، فقد تعرض الفرنك لضغوط متزايدة بعد صدور بيانات تضخم أضعف من المتوقع، ما أثار تكهنات بإمكانية لجوء البنك الوطني السويسري (SNB) مستقبلًا إلى أدوات تحفيزية إضافية وربما العودة إلى معدلات فائدة سلبية إذا استمرت الضغوط الانكماشية.

لكن مسؤولي البنك الوطني السويسري حاولوا تهدئة هذه التوقعات. فقد أكدت بيترا تسودين، عضو مجلس الإدارة، أن معدلات الفائدة الحالية “مناسبة في الوقت الراهن”، مضيفة أن اللجوء إلى المعدلات السلبية لن يكون إلا “عند الضرورة القصوى”. كما أوضحت أن التدخل في سوق الصرف لا يزال مطروحًا ضمن أدوات البنك للحفاظ على استقرار الأسعار. وفي تصريحات موازية، قال رئيس البنك مارتن شليغيل إن التضخم من المرجح أن يرتفع قليلًا خلال الفصول القادمة، رغم تأثر النمو العالمي بالتعريفات الجمركية الأمريكية.

ويُظهر الاتجاه الحالي أن قوة الدولار وتراجع توقعات التيسير النقدي في الولايات المتحدة، إلى جانب ضعف البيانات الاقتصادية في سويسرا، تضع زوج USD/CHF على مسار صاعد مستمر، مع مراقبة المستثمرين لأي إشارات جديدة من الجانبين حول السياسة النقدية قبل نهاية العام.