الدولار الأمريكي يستعرض قوته من جديد بعد صفقة تاريخية مع الاتحاد الأوروبي وهدنة تجارية تلوح بالأفق
حقق الدولار الأمريكي مكاسب قوية مدعومًا باتفاق تجاري بارز مع الاتحاد الأوروبي، ما خفف مخاوف الأسواق من حرب تجارية وأشعل التفاؤل قبل قرار الفيدرالي الحاسم هذا الأسبوع.

افتتح الدولار الأمريكي تعاملات الأسبوع على أرضية صلبة، مواصلاً صعوده لليوم الثالث على التوالي وسط تحسن معنويات المستثمرين عقب توقيع اتفاق تجاري كبير بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. ويأتي هذا التفاؤل وسط تخفيف للتوترات التجارية العالمية، مع تزايد التوقعات بأن يُبقي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه المرتقب يوم الأربعاء.
سجل مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) ارتفاعًا بنسبة 0.5% في التعاملات المبكرة، ليتأرجح قرب مستوى 98.15، وهو أعلى مستوى للمؤشر منذ نحو أسبوع، متجاوزًا متوسطه المتحرك لـ21 يومًا، ومتمسكًا بالدعم الفني بين 97.80 و98.00.
الاتفاق الأمريكي الأوروبي، الذي تم التوصل إليه خلال لقاء غير رسمي بين الرئيس دونالد ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في ملعب ترامب للغولف في اسكتلندا، ينص على فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على معظم واردات الاتحاد الأوروبي، وهو ما يُعد تخفيضًا كبيرًا مقارنة بالـ30% التي تم التهديد بها سابقًا. كما يشمل الاتفاق إعفاءات "صفر مقابل صفر" لقطاعات استراتيجية كصناعة الطائرات والرقائق الإلكترونية والأدوية والزراعة.
من جانبها، تعهدت أوروبا بشراء ما قيمته 750 مليار دولار من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي خلال السنوات الثلاث المقبلة، إلى جانب استثمارات مباشرة تصل إلى 600 مليار دولار في قطاعات استراتيجية مثل الطاقة النظيفة والدفاع والتصنيع داخل الولايات المتحدة.
هذا الاتفاق، الذي وصفه ترامب بـ"أكبر صفقة تم توقيعها على الإطلاق"، أعاد بث التفاؤل في الأسواق العالمية، حيث ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 بنسبة 0.4%، كما قفزت الأسهم الأوروبية بنحو 1%. ورغم إشادة أورسولا فون دير لاين بالاتفاق معتبرةً إياه "خطوة مهمة نحو الاستقرار"، إلا أن بعض القادة الأوروبيين، لا سيما في فرنسا والمجر، أبدوا قلقهم من عدم توازن شروط الصفقة.
في المقابل، شكك عدد من الاقتصاديين البارزين، مثل بيتر شيف، في جدوى الاتفاق، محذرين من تأثير الرسوم الجمركية المرتفعة على المواد الخام على الصناعات الأمريكية، بينما أشار آخرون إلى أن النموذج الجمركي المقترح قد يُلقي بأعباء مالية كبيرة على المستهلكين الأمريكيين.
وفي الوقت ذاته، تتوجه الأنظار إلى المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين هذا الأسبوع في ستوكهولم، والتي تهدف إلى تمديد الهدنة الجمركية قبل حلول الموعد النهائي في 12 أغسطس. بينما شدد وزير التجارة الأمريكي على عدم وجود نية للتمديد ما لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد.
وبينما تترقب الأسواق قرار الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع، فإن البيانات الاقتصادية المنتظرة – بما فيها ثقة المستهلك، وتقرير الوظائف، وبيانات التضخم – قد تحدد ملامح السياسة النقدية القادمة، مما يجعل هذا الأسبوع حاسمًا لمسار الدولار الأمريكي.
فنيًا، يتداول مؤشر الدولار أعلى متوسطه المتحرك لـ21 يومًا، بينما يمثل المتوسط المتحرك لـ50 يومًا مقاومة قريبة عند 98.51. ويشير كل من مؤشر القوة النسبية (RSI) ومؤشر MACD إلى تحسن في الزخم الصعودي، ما يدعم احتمال استمرار الاتجاه الإيجابي على المدى القريب، خاصةً إذا تم اختراق مستوى 99.00 من جديد.