الدولار الأمريكي ينطلق صاعدًا بعد بيانات التضخم ويستهدف مستويات جديدة مع تهديدات ترامب التجارية

سجل الدولار الأمريكي مكاسب واضحة يوم الثلاثاء بعدما أظهرت بيانات مؤشر أسعار المستهلك لشهر يونيو أن التضخم في الولايات المتحدة لا يزال مرتفعًا بما يكفي ليُبقي الاحتياطي الفيدرالي على موقفه المتحفظ تجاه خفض أسعار الفائدة. فقد قفز مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) إلى أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع، متجاوزًا الحاجز النفسي 98.00 ليواصل صعوده حتى مستوى 98.55، مدعومًا بانحسار الرهانات على تخفيف السياسة النقدية في المدى القريب.

وكشف تقرير التضخم الأمريكي عن زيادة بنسبة 0.3% في الأسعار على أساس شهري، وهي الأكبر خلال خمسة أشهر، مما رفع المعدل السنوي إلى 2.7%، بما يتماشى مع توقعات المحللين. في المقابل، ارتفع التضخم الأساسي بوتيرة أبطأ قليلاً إلى 2.9% سنويًا. وقد ساعد ذلك في تهدئة التوقعات بإجراء خفض سريع للفائدة رغم الضغوط السياسية المتزايدة.

على الصعيد السياسي، كثف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من ضغوطه، فدعا عبر منصة تروث سوشيال إلى خفض معدلات الفائدة فورًا، زاعمًا أن هذه الخطوة يمكن أن توفر على الحكومة أكثر من تريليون دولار سنويًا في مدفوعات الفائدة. كما هدد بفرض تعريفات تصل إلى 100% على روسيا، إلى جانب تعريفات ثانوية على الدول التي تواصل التعامل التجاري معها، مما زاد من حالة عدم اليقين العالمي وأثار مخاوف جديدة بشأن سلاسل الإمداد.

وفي خضم ذلك، ظلت عوائد السندات الأمريكية مرتفعة، حيث استقر العائد على السندات لأجل عشر سنوات فوق 4.43%، في إشارة إلى أن الأسواق ما تزال تتوقع بقاء التضخم مرتفعًا في ظل سياسات الرسوم الجمركية. كما ترقب المستثمرون بشدة تصريحات مسؤولي الفيدرالي المرتقبة لاحقًا هذا الأسبوع والتي قد تمنح إشارات إضافية بشأن مسار السياسة النقدية.

فنيًا، يظهر مؤشر الدولار الأمريكي إشارات صعود قوية بعد اختراقه نمط الوتد الهابط واستقراره فوق 98.00، مما قد يفتح المجال لمزيد من الارتفاع نحو منطقة 98.80-99.00. ومع أن مؤشرات الزخم مثل RSI تعزز هذا الاتجاه، إلا أن ضعف مؤشر ADX يشير إلى أن الاتجاه لا يزال في بدايته ويحتاج إلى مزيد من التأكيد في الجلسات القادمة.