الدولار الأمريكي يواجه صعوبة في استعادة قوته كملاذ آمن في الأسواق العالمية
الدولار الأمريكي يعاني من تراجع كبير حيث تتزايد المخاوف من عدم قدرته على الحفاظ على مكانته كملاذ آمن في الأسواق العالمية، في وقت تتداخل فيه تأثيرات الجيوسياسة والضغوط الاقتصادية.

يشهد الدولار الأمريكي تراجعًا ملحوظًا، حيث أصبح المستثمرون والمتداولون أكثر شكوكًا في اعتباره ملاذًا آمنًا في ظل الظروف الحالية.
في بداية الأسبوع، انخفض مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) إلى مستوى منخفض بلغ 99.40 بعد أن شهد الدولار التايواني ارتفاعًا غير مسبوق بأكثر من 5% في سوق يعاني من نقص السيولة، وسط تزايد التكهنات بأن المصدرين في تايوان يحاولون تحويل احتياطياتهم من الدولار الأمريكي إلى عملتهم المحلية بسبب التوقعات المتعلقة بالصفقات التجارية مع الولايات المتحدة، هذه الزيادة غير العادية في العملة التايوانية هي الأولى من نوعها منذ أكثر من ثلاثة عقود، وقد أثارت ردود فعل من البنك المركزي التايواني الذي دعا إلى عدم التصريح بتكهنات قد تزعزع استقرار السوق.
الاقتصاد العالمي يشهد أيضًا تأثيرات متنوعة من الأحداث الجيوسياسية، بما في ذلك التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي ترامب عن احتمالية عقد صفقات تجارية مع بعض الدول قريبًا، إلى جانب الخطوات التي يتخذها الاتحاد الأوروبي تجاه فرض قيود على واردات الغاز الروسي. كما أن الضغوط الاقتصادية مستمرة في منطقة الشرق الأوسط، مع تصاعد التوترات العسكرية في غزة.
هذه الأحداث تأتي في وقت تواجه فيه العملة الأمريكية ضغوطًا من عملات أخرى، حيث يظهر تأثير غير مباشر من قرارات إدارة ترامب التي تشجع الدول المصدرة على رفع قيم عملاتها كشرط لتجنب التعريفات الجمركية. من الناحية الفنية، قد يواجه مؤشر الدولار الأمريكي مقاومة عند مستوى 100.22، في حين أن أي هبوط أكبر قد يدفعه إلى مستويات منخفضة لم يشهدها منذ عام 2022.