الدولار الأمريكي/الكندي عند مفترق طرق: تراجع التضخم الأمريكي وتباين السياسات يدفعان الزوج نحو تقلبات حادة

يحافظ زوج الدولار الأمريكي مقابل الدولار الكندي (USD/CAD) على تماسكه بالقرب من مستوى 1.4000، في وقت تتزايد فيه الضبابية بشأن مستقبل السياسة النقدية لكلا من بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وبنك كندا. ويأتي هذا بعد صدور بيانات التضخم الأمريكية لشهر أبريل، التي كشفت عن تباطؤ في ارتفاع الأسعار، ما عزز التوقعات بإمكانية توجه الفيدرالي نحو خفض الفائدة في وقت لاحق من العام، في ظل مراقبة دقيقة لتصريحات مسؤولي البنك هذا الأسبوع.

بحسب البيانات الأخيرة، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بنسبة 0.2% على أساس شهري، متراجعًا عن التوقعات البالغة 0.3%. وعلى أساس سنوي، تباطأ التضخم إلى 2.3%، في حين ظل معدل التضخم الأساسي، الذي يستثني الغذاء والطاقة، عند 2.8% سنويًا، متوافقًا مع التوقعات. وقد دفع هذا التباطؤ الأسواق إلى رفع احتمالية تنفيذ أول خفض في الفائدة بحلول سبتمبر، حسب أداة FedWatch.

على الجانب الكندي، تتزايد التحديات أمام بنك كندا مع تباطؤ النمو وعودة الضغوط التضخمية إلى مستويات أدنى. ويقدّر نحو 60% من المحللين احتمالية أن يقدم البنك على خفض الفائدة في اجتماعه المقبل. وتزيد هذه التباينات بين نهج الفيدرالي وبنك كندا من احتمالات تقلبات سعر الصرف بين العملتين في الفترة القادمة.

هذا التباين في السياسات، إلى جانب تقلبات أسعار النفط التي تؤثر بشدة على الاقتصاد الكندي، يمثل عنصرًا رئيسيًا في ديناميكيات زوج USD/CAD. في الوقت نفسه، يترقب المتداولون خطابات قادمة من عدة مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، بما في ذلك جيروم باول، والتي من شأنها أن توضح ما إذا كان تباطؤ التضخم كافياً لتغيير سياسة الفائدة.

فنيًا، فشل الزوج في اختراق مستوى المقاومة النفسية عند 1.4000، ووجد مقاومة قوية عند المتوسط المتحرك لـ200 يوم البالغ 1.4020، ما يشير إلى رفض سعري قوي. أما الدعم الفني فيتمركز حول مستوى 1.3940، وهو مستوى تصحيح فيبوناتشي حاسم. هذه المنطقة، الواقعة بين 1.3940 و1.4000، تُعد محورية في تحديد اتجاه الزوج خلال الأيام المقبلة.