الدولار القوي يضغط على الذهب رغم التوترات الجيوسياسية واستمرار ضعف العوائد الأمريكية
تراجع الذهب يوم الخميس بعد أن فقد الزخم الذي دفعه لأعلى مستوى في أسبوعين، متأثرًا بارتفاع الدولار الأمريكي وتحسّن بيانات الاقتصاد الأمريكي، رغم استمرار التوترات الجيوسياسية التي تدعم الاتجاه الصعودي على المدى الطويل. عزز تمرير خطة ترامب المالية المثقلة بالديون في مجلس النواب من حالة عدم اليقين المالي، ما انعكس على أداء السوق.

تراجع سعر الذهب يوم الخميس بنسبة 0.48%، لينخفض إلى ما دون حاجز 3300 دولار بعد أن بلغ مستوى 3345 دولار في وقت سابق من الجلسة، وهو الأعلى منذ أسبوعين. جاء هذا الانخفاض في ظل قوة الدولار الأمريكي، بالرغم من تراجع عوائد سندات الخزانة. ويتداول الذهب حاليًا عند 3289 دولار، بعد تصحيحات فنية وجني أرباح من المستثمرين.
أثر اعتماد مجلس النواب الأمريكي لخطة مالية موسعة من إدارة ترامب، من المتوقع أن تزيد العجز العام بمقدار 4 تريليونات دولار، على أداء الأسواق المالية، في وقت تتجه فيه الخطة الآن إلى مجلس الشيوخ. وفي حين أظهرت البيانات الاقتصادية الأمريكية مؤشرات إيجابية — أبرزها تحسن في مؤشرات مديري المشتريات وتراجع طلبات إعانة البطالة — فإنها دعمت الدولار وأضعفت الطلب على الذهب كملاذ آمن.
على الجانب الفني، أشار مؤشر القوة النسبية إلى أن الاتجاه لا يزال إيجابيًا رغم بعض التراجع، مما يشير إلى احتمال استمرار الصعود. مستوى المقاومة الأقرب يوجد عند 3300 دولار، وإذا تم تجاوزه، قد يتوجه السعر نحو 3345 و3400 دولار. أما على الجانب السلبي، فإن كسر مستوى 3204 دولار قد يفتح الطريق لمزيد من التصحيح نحو 3191 دولار.
وفي السياق الجيوسياسي، تظل التوترات في الشرق الأوسط — خاصة بين إسرائيل وإيران — مصدر دعم محتمل للذهب، مع تزايد التكهنات حول عمل عسكري محتمل في حال فشل المحادثات النووية. في المقابل، يتابع المستثمرون تطورات السياسة النقدية الأمريكية وخطابات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي المقررة يوم الجمعة، إلى جانب صدور بيانات الإسكان التي قد تضيف إشارات جديدة لمسار الذهب في المدى القريب.