الدولار الكندي يتراجع بعد بيانات النمو الضعيفة مع تمسك الفيدرالي بموقفه الحذر تجاه خفض الفائدة
تراجع الدولار الكندي أمام نظيره الأمريكي بعدما أثار الفيدرالي الشكوك حول مزيد من خفض الفائدة، وجاءت بيانات الناتج المحلي لكندا دون التوقعات، مما زاد الضغط على العملة.
شهد الدولار الكندي تراجعًا ملحوظًا أمام الدولار الأمريكي يوم الجمعة، متأثرًا بالمزيج السلبي بين بيانات النمو الضعيفة في كندا والموقف الحذر الذي تبناه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تجاه السياسة النقدية خلال الفترة المقبلة.
في التعاملات الأوروبية، ارتفع زوج USD/CAD إلى نحو 1.4009، مقتربًا من أعلى مستوى له خلال أسبوع، بعد أن كان قد انخفض في وقت سابق من الأسبوع عقب قرار بنك كندا بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 2.25%. ورغم خطوة التيسير هذه، أشار البنك المركزي إلى أن دورة خفض الفائدة قد تقترب من نهايتها، مما حدّ من تأثير القرار الإيجابي على العملة.
وزاد الضغط على الدولار الكندي بعد صدور بيانات أظهرت انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.3% في أغسطس، مخالفًا للتوقعات التي رجّحت نموًا ثابتًا. كما جرى تعديل بيانات يوليو بالرفع إلى نمو 0.3% بدلًا من 0.2%، إلا أن الأرقام الأخيرة أثارت المخاوف بشأن تباطؤ النشاط الاقتصادي في البلاد.
في المقابل، استفاد الدولار الأمريكي من نبرة الاحتياطي الفيدرالي الحذرة التي أعادت له بريق الطلب كعملة ملاذ آمن. فقد قرر الفيدرالي، كما كان متوقعًا، خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس للمرة الثانية على التوالي في إطار ما وصفه بـ"إدارة المخاطر"، لكن تصريحات جيروم باول اللاحقة كانت أكثر تحفظًا، إذ أكد أن خفضًا إضافيًا في ديسمبر "ليس مضمونًا بعد".
تراجعت على إثر ذلك رهانات السوق على مزيد من التيسير، حيث أظهرت بيانات CME FedWatch انخفاض احتمالات خفض الفائدة في ديسمبر إلى حوالي 66.8% مقارنة بـ91.7% قبل أسبوع واحد فقط.
وزادت تعليقات مسؤولي الفيدرالي من حذر الأسواق، إذ أشار جيفري شميد، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي، إلى أن السياسة الحالية "مقيدة بشكل معتدل فقط"، محذرًا من أن خفض الفائدة لن يعالج التغيرات الهيكلية في سوق العمل. كما أوضحت لوري لوغان، رئيسة الفيدرالي في دالاس، أنها كانت تفضل الإبقاء على الفائدة دون تغيير هذا الأسبوع، وأن أي خفض إضافي في ديسمبر سيكون "صعب التبرير" بعد التحركات السابقة.
على هذا النحو، واصل مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) مكاسبه للجلسة الثالثة على التوالي، متداولًا بالقرب من أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر عند 99.74، مدعومًا بتراجع توقعات خفض الفائدة وضعف أداء العملات المقابلة، وعلى رأسها الدولار الكندي.
