الدولار يستقر بعد صفقة أمريكية يابانية تاريخية وترامب يشعل الجدل حول باول
هدأت الأسواق بعد إعلان صفقة تجارية كبرى بين أمريكا واليابان بقيمة 550 مليار دولار، لكن الهجمات المتجددة من ترامب على باول أبقت الدولار في موقف دفاعي وسط ترقب عالمي للمرحلة المقبلة من النزاعات التجارية.

استقر الدولار الأمريكي يوم الأربعاء بعد سلسلة خسائر استمرت ثلاثة أيام، في ظل حالة من الحذر تسود الأسواق عقب الإعلان عن اتفاق تجاري ضخم بين الولايات المتحدة واليابان. هذا الاتفاق، الذي وصفه الرئيس دونالد ترامب بأنه "الأضخم في التاريخ"، تبلغ قيمته 550 مليار دولار ويشمل خفضًا للتعريفات الجمركية بنسبة كبيرة، إضافةً إلى وعود بفتح الأسواق اليابانية أمام الصادرات الأمريكية في مجالات متنوعة مثل السيارات والزراعة.
الصفقة جاءت في توقيت حساس قبل الموعد النهائي لفرض تعريفات جديدة في الأول من أغسطس، وساهمت في تهدئة التوترات التجارية العالمية، ما منح المستثمرين فرصة لإعادة تقييم مواقفهم. ومع ذلك، لم يكن الهدوء تامًا، حيث واصل الرئيس ترامب هجماته العلنية على رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، واصفًا إياه بـ"الأحمق"، مما زاد من قلق الأسواق بشأن استقلالية السياسة النقدية الأمريكية.
مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) حافظ على استقراره حول مستوى 97.40، بعدما فقد أكثر من 1% هذا الأسبوع، حيث يترقب المتداولون نتائج المحادثات التجارية الجارية مع شركاء آخرين مثل الاتحاد الأوروبي والهند. وفيما تسعى بروكسل لتفادي تعريفات أمريكية مرتفعة تصل إلى 30%، تتواصل اللقاءات رفيعة المستوى في واشنطن، بينما يتجه مسؤولون أمريكيون إلى الهند الأسبوع المقبل لمحاولة كسر الجمود في المفاوضات الثنائية المتعثرة.
من الناحية الفنية، يواجه مؤشر الدولار مقاومة قوية بعدما اختبر الحد العلوي لنمط الوتد الهابط، في وقت يشير فيه تراجع مؤشر القوة النسبية إلى ضعف الزخم الصعودي. وإذا فشل المؤشر في كسر الحاجز النفسي عند 98.00، فقد يتعرض لموجة تراجع جديدة قد تهبط به نحو مستويات 96.70 – 96.50.
في الخلفية، تتزايد الضغوط السياسية على باول مع اقتراب انتهاء ولايته في مايو 2026، إلا أن وزير الخزانة سكوت بيسنت أكد أنه لا توجد مؤشرات تدعو إلى استقالته، مشيدًا بدوره كـ"خادم عام جيد". وبينما تهدأ جبهة اليابان مؤقتًا، تبقى أعين الأسواق متوجّهة نحو جبهات تجارية أخرى قد تحدد مستقبل الدولار في الأسابيع المقبلة.