الدولار يواصل التراجع أمام الفرنك السويسري وسط تصاعد التوترات التجارية وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية
واصل زوج الدولار/الفرنك خسائره، مسجلًا أدنى مستوى في شهر، مع تزايد الضغوط على العملة الأمريكية بفعل تصاعد النزاع التجاري مع الصين وتنامي توقعات تيسير السياسة النقدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
يمدد زوج الدولار الأمريكي/الفرنك السويسري (USD/CHF) خسائره لليوم الرابع على التوالي، متراجعًا إلى أدنى مستوى في شهر عند 0.7873 يوم الجمعة، قبل أن يقلص بعض خسائره بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي خففت من حدة التوتر التجاري مع الصين. وجاء التراجع وسط حالة من العزوف عن المخاطرة، حيث يخشى المستثمرون من التأثير المزدوج لتفاقم الخلاف التجاري وإغلاق الحكومة الأمريكية الممتد وتزايد احتمالات خفض الفائدة الأمريكية.
تراجع مؤشر الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى له في أسبوع، في ظل تسعير الأسواق خفضين إضافيين للفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي بحلول نهاية العام، وفق أداة CME FedWatch، وذلك بعد صدور تقرير بيج بوك الذي أظهر تباطؤ الإنفاق الاستهلاكي وضعف سوق العمل. هذه المعطيات عززت الرهانات على تسريع وتيرة التيسير النقدي لدعم الاقتصاد الأمريكي المتباطئ.
سياسيًا، يستمر إغلاق الحكومة الفيدرالية في الولايات المتحدة مع فشل مجلس الشيوخ للمرة العاشرة في تمرير مشروع قانون تمويل قصير الأجل. هذا الجمود المالي العميق يزيد من حالة عدم اليقين الاقتصادي ويضغط بشكل إضافي على الدولار الأمريكي.
وعلى صعيد العلاقات التجارية، هدد الرئيس ترامب برفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 100% ردًا على القيود التي فرضتها بكين على صادرات المعادن النادرة، في خطوة أثارت مخاوف من تصعيد جديد في الحرب التجارية. ومع ذلك، عاد ترامب لاحقًا ليتبنى لهجة أكثر هدوءًا، مشيرًا في مقابلة مع شبكة فوكس بيزنس إلى أن “فرض تعريفة بنسبة 100% لن يكون مستدامًا”، مؤكدًا أهمية التوصل إلى “صفقة عادلة مع الصين”. وأوضح أنه قد يلتقي بالرئيس الصيني شي جين بينغ خلال أسبوعين في كوريا الجنوبية، لكنه أقر بعدم اليقين بشأن مآلات المحادثات.
في ظل هذه الأجواء المتوترة، يزداد الإقبال على الأصول الآمنة، ما يدعم الفرنك السويسري رغم ضعف البيانات الاقتصادية المحلية. فقد تراجعت أسعار المنتجين للشهر الخامس على التوالي في سبتمبر، بينما تتوقع الأمانة الفيدرالية للشؤون الاقتصادية (SECO) نمو الناتج المحلي الإجمالي السويسري بنسبة متواضعة تبلغ 1.3% خلال عام 2025، متأثرًا بتباطؤ النشاط الاقتصادي في النصف الثاني من العام.