الذهب تحت الضغط رغم ضعف الدولار: الترقب سيد الموقف فوق حاجز 3200 دولار
تحافظ أسعار الذهب على تداولها فوق مستوى 3200 دولار رغم الضغوط الناجمة عن تفاؤل الأسواق، الذي قلّص شهية المستثمرين للأصول الآمنة. وتأتي هذه التحركات وسط توقعات متباينة بشأن مسار الفائدة الأمريكية وعدم يقين جيوسياسي وتجاري.

تتجه أسعار الذهب إلى تسجيل خسائر خلال تعاملات الثلاثاء، إذ تبقى تحت الضغط وسط تحسن شهية المخاطرة في الأسواق العالمية، ما يضعف جاذبية الذهب كملاذ آمن. ورغم ذلك، يظل المعدن الأصفر مستقراً أعلى من مستوى 3200 دولار، وهو ما يعكس توازنًا هشًا بين القوى الداعمة والضاغطة على تحركاته.
الدولار الأمريكي يواصل فقدان زخمه في ظل تصاعد التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يقدم على تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة خلال عام 2025. ومع ذلك، فإن الذهب لم يتمكن من الاستفادة الكاملة من ضعف العملة الأمريكية، إذ لا يزال التفاؤل بشأن هدنة محتملة بين روسيا وأوكرانيا يعزز الإقبال على الأصول ذات المخاطر الأعلى، ويدفع المستثمرين للابتعاد عن الذهب.
في السياق ذاته، فإن تخفيض وكالة موديز للتصنيف الائتماني للولايات المتحدة لم يؤثر كثيراً على المزاج العام للأسواق، التي لا تزال مدفوعة بالتفاؤل التجاري وتوقعات التيسير النقدي. وفي المقابل، ظهرت تصريحات متباينة من مسؤولي الفيدرالي الأمريكي، بين من يحذر من تسارع التضخم ومن يلمح إلى مرونة سوق العمل، ما يكرّس حالة عدم اليقين بشأن مسار السياسة النقدية في المدى القريب.
فنيًا، يواجه الذهب مقاومة قوية قرب مستوى 3250 دولار، حيث فشل مؤخرًا في اختراق المتوسط المتحرك لـ200 فترة على الرسم البياني لأربع ساعات. وعلى الجانب الهبوطي، فإن الكسر دون 3200 دولار قد يفتح المجال لمزيد من التراجعات نحو مناطق الدعم عند 3178 ثم 3120 دولار. أما في حال تمكن المعدن من الصمود واستعادة الزخم الصعودي، فقد يكون الطريق ممهداً نحو 3275 ثم 3300 دولار، وهو المستوى الذي قد يُغيّر من التوجه الفني على المدى القصير لصالح الثيران.
من المتوقع أن تبقى حركة الذهب محدودة النطاق في ظل غياب بيانات اقتصادية مهمة من الولايات المتحدة، مما يجعل تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي والتطورات الجيوسياسية هي المحرك الرئيسي لاتجاهات الأسعار في المدى القريب.