الذهب يتحرر من القاع وسط القلق العالمي.. لكن صعوده يصطدم بحاجز الفيدرالي
ابتعد الذهب عن أدنى مستوياته في أسابيع مستفيدًا من توترات الأسواق ومخاوف السياسة النقدية، لكن مكاسبه تبقى محدودة في انتظار كلمة الحسم من الفيدرالي الأمريكي.

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، حيث ابتعد المعدن النفيس عن أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع، مسجلًا صعودًا نحو 3340 دولار للأونصة في ظل تزايد الإقبال عليه كملاذ آمن قبيل أحداث اقتصادية وجيوسياسية مرتقبة. وتأتي هذه الحركة التصاعدية في وقت يترقب فيه المستثمرون قرارات حاسمة من البنوك المركزية وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
وفي خلفية المشهد، أضاف الاتفاق التجاري الأخير بين واشنطن وبروكسل جرعة جديدة من التفاؤل في الأسواق، بينما تستعد الولايات المتحدة والصين لاستئناف المفاوضات بهدف تمديد الهدنة التجارية. كما أن تطورات الأزمة الروسية الأوكرانية، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مهلة قصيرة لروسيا لحل النزاع، تسهم في زيادة الطلب على الذهب وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية.
رغم هذا الدعم، يبقى تقدم الذهب محدودًا بفعل صمود الدولار الأمريكي، الذي لا يزال يحتفظ بأغلب مكاسبه الأخيرة، بعد تحقيقه أقوى أداء شهري منذ مايو. فالتوقعات الواسعة ببقاء الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول من المتوقع تقلل من فرص ارتفاع المعدن بشكل حاد، حيث يُعد ارتفاع الفائدة عنصر ضغط تقليدي على الذهب غير المربح.
وتتجه الأنظار الآن نحو اجتماع لجنة السياسة النقدية في الاحتياطي الفيدرالي، الذي يبدأ اليوم ويستمر ليومين، وسط ترجيحات بالإبقاء على الفائدة دون تغيير. إلا أن الأسواق تترقب ما سيقوله رئيس الفيدرالي، جيروم باول، خلال المؤتمر الصحفي، بحثًا عن أي إشارات توضح الاتجاه المستقبلي للفائدة الأمريكية.
من الناحية الفنية، يواجه الذهب مقاومة قوية عند مستوى 3340 دولار، بينما تظل أي محاولة للصعود محاصرة دون منطقة 3435 دولار، التي شكلت سقفًا ثابتًا في الفترة الأخيرة. وعلى الجانب الآخر، فإن أي كسر لمستوى الدعم 3300 دولار قد يمهد الطريق لهبوط أوسع يصل إلى 3255 دولار، وهو مستوى يمثل نقطة ارتكاز حرجة للمتداولين.
إلى ذلك، يترقب المستثمرون صدور بيانات اقتصادية أمريكية مهمة خلال اليوم، من ضمنها مؤشرات سوق العمل وثقة المستهلك، والتي قد تؤثر على تحركات الدولار وبالتالي على مسار الذهب في المدى القصير.