الذهب يتراجع إلى 4060 دولار مع ترقب بيانات التضخم الأمريكية وتوقعات بخفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي

انخفض الذهب بنحو 1.5% إلى 4060 دولار مع ترقب الأسواق بيانات التضخم الأمريكية التي قد تحدد اتجاه السياسة النقدية المقبلة، بينما يظل الدعم قائمًا بفعل المخاوف الجيوسياسية وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية.

Oct 24, 2025 - 15:01
الذهب يتراجع إلى 4060 دولار مع ترقب بيانات التضخم الأمريكية وتوقعات بخفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي

شهدت أسعار الذهب تراجعًا يوم الجمعة لتستقر حول مستوى 4060 دولار للأوقية، منخفضة بنحو 1.5% خلال اليوم، مع استمرار قوة الدولار الأمريكي وثبات عوائد السندات، مما ضغط على معنويات المستثمرين. ويبدو أن الاتجاه الهبوطي للمعدن الأصفر محدود قبيل صدور بيانات التضخم الأمريكية المرتقبة، والتي ينتظرها المستثمرون لتحديد مسار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي في الفترة القادمة.

يأتي هذا التراجع بعد موجة جني أرباح أعقبت الصعود إلى مستويات قياسية مطلع الأسبوع، تزامنًا مع تراجع حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. وأعلنت واشنطن أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيلتقي نظيره الصيني شي جين بينغ في 30 أكتوبر على هامش قمة التعاون الاقتصادي الآسيوي (APEC) في كوريا الجنوبية، وهو ما ساهم في تهدئة المخاوف التجارية ودعم شهية المخاطرة في الأسواق.

ورغم الضغوط الحالية، لا تزال الخلفية الأساسية داعمة للذهب، إذ يستمر الإغلاق الحكومي الأمريكي الأطول في التاريخ في إثارة القلق حول استقرار الاقتصاد، إلى جانب استمرار حالة التوتر الجيوسياسي. كما يتوقع المستثمرون على نطاق واسع أن يقدم الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه المقرر في 29 و30 أكتوبر، وهو ما يعزز عادة جاذبية الذهب باعتباره أصلًا غير مدر للعائد.

وتتصدر بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي قائمة الأحداث الاقتصادية هذا الأسبوع، خاصة في ظل ندرة الإصدارات بسبب الإغلاق الحكومي. وتشير التقديرات إلى أن المؤشر الرئيسي سيرتفع بنسبة 0.4% على أساس شهري، بينما يُتوقع أن يبلغ المعدل السنوي 3.1% مقابل 2.9% سابقًا، في حين يُنتظر أن يسجل المؤشر الأساسي – الذي يستثني أسعار الغذاء والطاقة – ارتفاعًا بنسبة 0.3% شهريًا و3.1% سنويًا.

وفي سياق متصل، تتابع الأسواق أيضًا صدور مؤشرات مديري المشتريات لشهر أكتوبر وبيانات ثقة المستهلك الأمريكي من جامعة ميشيغان في وقت لاحق من اليوم، بينما تبقى الأنظار موجهة نحو المباحثات التجارية بين واشنطن وبكين المقررة في ماليزيا، والتي يشارك فيها وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت ونائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفنغ. كما أعلن الرئيس ترامب أن الولايات المتحدة أوقفت مفاوضاتها التجارية مع كندا بعد خلافات علنية مع حكومة أونتاريو، مما أضاف توترًا جديدًا إلى المشهد التجاري العالمي.

ومن الناحية الفنية، يظهر الذهب إشارات على ضعف الزخم الصعودي بعد فشل محاولاته لاختراق المقاومة عند 4150 دولار، ويتداول الآن دون المتوسطات المتحركة الرئيسية على الإطار الزمني لأربع ساعات. وتبقى مستويات 4000 دولار منطقة دعم حاسمة، حيث تمثل الحد الفاصل بين احتمالية الارتداد أو استمرار التراجع نحو مستوى 3900 دولار. أما في حال تمكن السعر من العودة فوق 4090 دولار، فقد يفتح ذلك الطريق نحو 4200 دولار، وهو المستوى الذي يُتوقع أن يشهد ضغوط بيع جديدة ما لم يحدث اختراق قوي يؤكد استعادة الاتجاه الصاعد.

في المجمل، تبقى تحركات الذهب رهينة لنتائج بيانات التضخم الأمريكية، التي قد تحدد ما إذا كان المعدن سيواصل التراجع قصير المدى أم يستعيد بريقه كملاذ آمن في ظل الضبابية الاقتصادية والسياسية العالمية.