الذهب يتراجع إلى أدنى مستوى في شهر مع تلاشي المخاوف التجارية بين أمريكا والصين
انخفضت أسعار الذهب لأدنى مستوياتها في شهر مع تراجع التوتر التجاري بين أمريكا والصين، مما عزز شهية المخاطرة على حساب الملاذات الآمنة. ويترقب المستثمرون بيانات أمريكية مرتقبة وخطاب رئيس الفيدرالي لتحديد مسار السياسة النقدية المقبل.

تراجعت أسعار الذهب خلال تداولات الخميس في السوق الآسيوية إلى أدنى مستوياتها منذ شهر، مدفوعة بانحسار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما شجع المستثمرين على الابتعاد عن الملاذات الآمنة والتوجه نحو الأصول ذات المخاطر الأعلى.
وجاء هذا الانخفاض نتيجة مباشرة لتحسن العلاقة التجارية بين القوتين الاقتصاديتين، حيث أعلنت واشنطن وبكين عن تخفيف متبادل لبعض الرسوم الجمركية. هذه الخطوة عززت شهية المخاطرة في الأسواق، ما أدى إلى تراجع في الطلب على الذهب، الذي يُعد ملاذًا تقليديًا في أوقات عدم اليقين.
في الوقت نفسه، ساهم صعود الدولار الأمريكي في زيادة الضغط على المعدن الأصفر، حيث جذب الدولار اهتمام المستثمرين قبل صدور بيانات اقتصادية أمريكية مهمة، إلى جانب خطاب منتظر من رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول. كما أدت الارتفاعات الأخيرة في عوائد سندات الخزانة الأمريكية إلى تقليص جاذبية الذهب.
انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 1.1% ليصل إلى 3,141.35 دولار للأونصة، بينما تراجعت العقود الآجلة لشهر يونيو بنسبة 1.4% إلى 3,143.67 دولار للأونصة. ورغم هذا التراجع، لا يزال الذهب يحافظ على مستواه فوق حاجز 3,000 دولار، وهو المستوى الذي تجاوزه لأول مرة في أبريل الماضي وسط تصاعد القلق من تداعيات النزاع التجاري بين الصين وأمريكا.
كما طالت التراجعات باقي المعادن الثمينة، حيث هبطت عقود البلاتين بنسبة 0.5% لتصل إلى 977.10 دولار، وتراجعت الفضة بنسبة 1.6% إلى 31.915 دولار للأونصة. وشهدت المعادن الصناعية أيضًا موجة هبوط، إذ انخفض النحاس في بورصة لندن بنسبة 0.7% إلى 9,524.95 دولار للطن، بينما تراجعت عقوده الأمريكية بنسبة 0.8% إلى 4.6085 دولار للرطل.
الأسواق تترقب الآن صدور بيانات اقتصادية أمريكية مهمة، أبرزها بيانات مبيعات التجزئة ومؤشر أسعار المنتجين لشهر أبريل، والتي تأتي بعد قراءة مؤشر أسعار المستهلك التي جاءت أقل من التوقعات. كما يترقب المستثمرون خطاب جيروم باول لمعرفة توجهات السياسة النقدية، بعد أن أبقى الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير الأسبوع الماضي، مع إشارة لعدم وجود نية فورية لخفضها.
وعلى الصعيد العالمي، تتجه الأنظار أيضًا إلى بيانات الناتج المحلي الإجمالي الياباني المقرر صدورها يوم الجمعة، والتي قد تؤثر بدورها على تحركات الأسواق الآسيوية.