الذهب يتراجع بعد قمّة تاريخية عند 3508 مع قوة الدولار وارتفاع عوائد السندات
بعد أن لامس مستوى قياسي عند 3508 دولار للأونصة، خسر الذهب بعض مكاسبه بفعل قوة الدولار وارتفاع عوائد الخزانة، لكن جاذبيته كملاذ آمن ما زالت تدعمه وسط ترقب الأسواق لقرار الفيدرالي.

سجّل الذهب (XAU/USD) تراجعًا يوم الثلاثاء بعدما اخترق مستوى تاريخيًا عند 3508 دولار للأونصة خلال الجلسة الآسيوية، قبل أن يتعرض لضغوط جني أرباح مع عودة الدولار الأمريكي للارتفاع وصعود عوائد سندات الخزانة الأمريكية. وفي بداية التعاملات الأمريكية، استقر المعدن النفيس قرب 3485 دولار، بعد سلسلة مكاسب استمرت ستة أيام متتالية.
ورغم هذا التصحيح المحدود، فإن الطلب الأساسي على الذهب ما يزال قويًا بدعم من تدفقات الملاذ الآمن، وسط مخاوف متزايدة بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي بعد الانتقادات السياسية، وتصاعد التوترات الجيوسياسية، إضافة إلى حالة عدم اليقين المرتبطة بالسياسات التجارية العالمية، ولا سيما الرسوم الجمركية الأمريكية. هذه العوامل جعلت الذهب خيارًا مفضلًا للتحوط في بيئة يغلب عليها ضعف النمو وتوقعات التيسير النقدي.
على صعيد البيانات، تتجه الأنظار إلى مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الأمريكي ISM لشهر أغسطس، والمتوقع أن يسجل تحسنًا طفيفًا إلى 49.0 من 48.0 في يوليو، لكنه سيظل دون مستوى 50 الذي يفصل بين النمو والانكماش. قراءة أضعف من المتوقع قد تعزز الرهانات على خفض الفائدة من قبل الفيدرالي في اجتماعه المقرر منتصف سبتمبر، وهو ما سيكون داعمًا للذهب، في حين أن قراءة قوية قد تمنح الدولار مزيدًا من الزخم وتضغط على المعدن الأصفر مؤقتًا.
في الأسواق العالمية، شهدت عوائد السندات الأمريكية ارتفاعًا ملحوظًا، حيث صعد العائد على السندات لأجل 10 سنوات إلى 4.28%، بينما ارتفع العائد على السندات طويلة الأجل لأجل 30 عامًا إلى 4.97%، وهو أعلى مستوى منذ يوليو الماضي. هذا الارتفاع جاء مدفوعًا باضطرابات سوق السندات البريطانية، حيث قفزت عوائد السندات الحكومية هناك إلى مستويات لم تُسجَّل منذ عقود، ما أشعل موجة بيع عالمية امتدت إلى الأسواق الأوروبية والأمريكية.
من الناحية الفنية، لا يزال الاتجاه العام للذهب صاعدًا رغم التراجع الطفيف، إذ تشير المؤشرات إلى زخم قوي مع بقاء مستويات الدعم المهمة عند 3470 و3450 دولار، بينما تظل المقاومة الأبرز عند 3500 – 3508 دولار. أي كسر لمستوى 3450 قد يفتح الباب لمزيد من التصحيح نحو 3430 – 3400 دولار، في حين أن اختراقًا جديدًا للمقاومة سيعيد فتح المجال أمام تسجيل قمم تاريخية جديدة.