الذهب يتراجع تحت ضغط الأمل الجيوسياسي وتحسن العلاقات التجارية.. واقتراب اختبار حاجز 3000 دولار

تراجع الذهب لليوم الثاني على التوالي وسط تراجع المخاوف الجيوسياسية وتحسن في العلاقات التجارية، ما قلل من الإقبال على الأصول الآمنة.

May 15, 2025 - 12:21
الذهب يتراجع تحت ضغط الأمل الجيوسياسي وتحسن العلاقات التجارية..  واقتراب اختبار حاجز 3000 دولار

واصل الذهب انخفاضه للجلسة الثانية على التوالي، متراجعًا نحو 3146 دولارًا للأونصة يوم الخميس، وسط تلاشي جاذبيته كملاذ آمن في ظل تزايد مؤشرات التهدئة الجيوسياسية والتقدم في المحادثات التجارية الدولية. وقد فقد المعدن النفيس ما يقرب من 10% من قيمته منذ بلوغه أعلى مستوياته على الإطلاق، مما دفع المستثمرين إلى إعادة النظر في مراكزهم.

تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعبت دورًا رئيسيًا في هذا التراجع، إذ أبدى انفتاحه على استئناف المحادثات مع إيران بشأن الاتفاق النووي، مشيرًا إلى إمكانية تحقيق السلام في ملفات حساسة كاليمن وسوريا. هذه التصريحات ساهمت في تهدئة الأجواء بالشرق الأوسط، ما قلل من الإقبال على الذهب كأصل آمن.

وفي الوقت ذاته، أضافت بوادر الانفراج في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، بما في ذلك تعليق بكين لحظر صادرات تكنولوجية حساسة إلى شركات أمريكية، إلى تراجع شهية المخاطرة تجاه الذهب. كذلك تتابع الأسواق باهتمام الاجتماع المرتقب في تركيا بين دبلوماسيين أمريكيين وأوروبيين بشأن الحرب الروسية الأوكرانية، رغم غياب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن المشاركة، ما يقلل من احتمالات حدوث اختراق حقيقي.

على صعيد آخر، تواصل عوائد سندات الخزانة الأمريكية الارتفاع، حيث اقتربت عوائد السندات لأجل 10 سنوات من 4.54%، ما يزيد الضغط على الذهب الذي لا يدر عوائد. كما أن تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي حول استمرار الغموض بشأن التضخم، ودعوتهم للتمهل في تعديل السياسة النقدية، ساهمت في تثبيت التوقعات بعدم تخفيض قريب في أسعار الفائدة.

من جانب صناديق الاستثمار، قامت بعض المؤسسات الكبرى مثل First Eagle Investments بتقليص انكشافها على الذهب لصالح أسواق الأسهم التي باتت توفر فرصًا مغرية بعد تراجعها، في خطوة تهدف إلى تحقيق التوازن وتقليل التمركز المفرط في الذهب.

التحليل الفني

يبدو أن الذهب مهيأ لمزيد من الهبوط بعد كسره لمستوى الدعم عند 3130 دولار. وإذا ما تم الإغلاق اليومي تحت هذا المستوى، فإن الطريق يصبح مفتوحًا لاختبار حاجز 3000 دولار، وربما حتى 2970 دولار. وعلى الجانب الصاعد، تمثل منطقة 3167 دولار نقطة مقاومة مهمة، وفي حال تجاوزها قد يعاود الذهب اختبار مستويات 3200 و3233 و3289 دولار، لكن الأمر يتطلب محفزًا قويًا لإعادة إحياء الاتجاه الصعودي.