الذهب يتراجع دون 3300 دولار مع تصاعد قوة الدولار ومخاوف من موازنة ترامب الجديدة
تراجع سعر الذهب بعد فشل الحفاظ على مكاسبه الأخيرة، متأثرًا بارتفاع الدولار الأمريكي وتحسن البيانات الاقتصادية في الولايات المتحدة. وفي ظل المخاطر الجيوسياسية المستمرة، لا تزال التوقعات طويلة الأجل للمعدن الثمين إيجابية رغم التراجع الحالي.

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا يوم الخميس، حيث انخفض المعدن النفيس إلى ما دون مستوى 3300 دولار للأونصة، بعدما سجل سابقًا أعلى مستوياته خلال أسبوعين عند 3345 دولار. هذا الهبوط جاء نتيجة الدعم المتجدد لقوة الدولار الأمريكي، والذي تعزز بفعل مؤشرات اقتصادية إيجابية، إضافةً إلى مصادقة مجلس النواب الأمريكي على مشروع موازنة مثقل بالإنفاق والعجز، ما زاد من الضغوط على الذهب.
ويتداول زوج الذهب/الدولار حاليًا عند نحو 3289 دولار، في تراجع بلغ 0.83%. وعلى الرغم من توقف عوائد السندات الأمريكية لأجل عشر سنوات عند 4.55%، والتراجع الطفيف في العوائد الحقيقية، فإن التحسن في مؤشرات مديري المشتريات بالولايات المتحدة، وكذلك انخفاض طلبات إعانات البطالة، عزز من صورة الاقتصاد الأمريكي، ما قلل شهية المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن.
ورغم أن الدولار ارتفع بنحو 0.18% أمام سلة العملات، فإن المخاطر الجيوسياسية ما زالت تلقي بظلالها على الأسواق، خصوصًا مع الأنباء حول استعدادات إسرائيل لتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، في حال فشل المفاوضات مع طهران، مما قد يحافظ على دعم الذهب على المدى الطويل.
كما أن النظرة المستقبلية للمعدن الثمين تظل مدعومة بالضبابية المحيطة بالاقتصاد الأمريكي، لا سيما بعد قيام وكالة "موديز" بتخفيض تصنيف ديون الحكومة الأمريكية، بالتزامن مع سياسة تجارية مثيرة للجدل في واشنطن. وتشير تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي إلى احتمال خفض الفائدة لاحقًا هذا العام، إذا ظلت المعطيات الاقتصادية ضمن النطاق الإيجابي.
فنيًا، يظهر أن الذهب يتعرض لموجة من جني الأرباح بعد صعوده السابق، إلا أن مؤشر القوة النسبية لا يزال فوق المستوى المحايد، ما يعكس استمرار الاتجاه الصعودي العام. وقد تشكل مستويات 3300 و3345 و3400 دولار نقاط مقاومة رئيسية في المرحلة المقبلة، بينما تمثل منطقة 3204 إلى 3191 دولار مستويات دعم حرجة في حال استمرار التراجع.