الذهب يتراجع دون 4000 دولار مع صعود التفاؤل التجاري بين واشنطن وبكين وتراجع الطلب على الملاذات الآمنة

واصل الذهب خسائره للجلسة الثالثة متأثرًا بتزايد التفاؤل بشأن اتفاق تجاري وشيك بين الولايات المتحدة والصين، مما قلل من الإقبال على أصول الملاذ الآمن رغم ترقب خفض الفائدة الأمريكي.

Oct 28, 2025 - 15:33
الذهب يتراجع دون 4000 دولار مع صعود التفاؤل التجاري بين واشنطن وبكين وتراجع الطلب على الملاذات الآمنة

مدد الذهب (XAU/USD) خسائره لليوم الثالث على التوالي يوم الثلاثاء، حيث تراجع المستثمرون عن الأصول الدفاعية في ظل تحسن شهية المخاطرة بالسوق. يتم تداول المعدن النفيس بالقرب من 3925 دولارًا للأونصة، منخفضًا بنسبة تقارب 1.3% خلال اليوم، بعدما لامس مستوى 3900 دولار مسجلًا أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع.

ويعود التراجع إلى تجدد التفاؤل حيال العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مع تزايد التوقعات بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ سيعلنان عن اتفاق قريب خلال اجتماعهما المقرر يوم الخميس في قمة آسيا والمحيط الهادئ بكوريا الجنوبية. أدى هذا التحسن في المزاج العام إلى تراجع الطلب على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا.

ورغم الموجة البيعية الأخيرة، يرى المتعاملون أن الانخفاض الحالي يمثل تصحيحًا طبيعيًا بعد صعود المعدن إلى مستويات قياسية بلغت 4381 دولارًا الأسبوع الماضي. يأتي هذا بينما يترقب المستثمرون قرار الاحتياطي الفيدرالي المنتظر يوم الأربعاء بشأن أسعار الفائدة، إذ تشير التوقعات إلى خفض جديد بواقع 25 نقطة أساس. ومع أن الأسواق استوعبت إلى حد كبير هذا الاحتمال، فإن تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول ستكون حاسمة في توجيه حركة الذهب لاحقًا.

في الوقت ذاته، عززت التطورات الإيجابية في المحادثات التجارية من شهية المستثمرين للمخاطرة. فقد أعرب ترامب عن احترامه للرئيس شي وتفاؤله بالتوصل إلى اتفاق، بينما أكد وزير الخزانة سكوت بيسنت أن واشنطن لن تمضي في فرض رسوم جمركية بنسبة 100%، مشيرًا إلى أن الصين ستؤجل قيودها على تصدير العناصر النادرة لعام كامل وتزيد مشترياتها من فول الصويا الأمريكي. كما أبرمت الولايات المتحدة اتفاقيات تجارية جديدة مع اليابان ودول في جنوب شرق آسيا لتعزيز سلاسل التوريد وتقليل الاعتماد على الصين.

وأظهر استطلاع أجرته رويترز أن المحللين يتوقعون أن يبلغ متوسط سعر الذهب 4275 دولارًا للأونصة في عام 2026، مدعومًا بالتوترات الجيوسياسية والطلب القوي من البنوك المركزية وتوقعات استمرار خفض الفائدة الأمريكية، ما يعزز النظرة الإيجابية طويلة الأجل للمعدن الثمين.

من الناحية الفنية، يظل الزخم الهبوطي مهيمنًا، إذ يتداول الذهب دون المتوسطات المتحركة الرئيسية مع استمرار تشكل قمم وقيعان أدنى. يقع الدعم القريب حول 3900 دولار، وكسره قد يفتح المجال نحو 3800 دولار، بينما تشكل منطقة 4000 إلى 4150 دولار نطاق المقاومة الأبرز الذي قد يحد من أي محاولات ارتداد مؤقتة. ورغم ضعف الأداء الأخير، فإن استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية إلى جانب ضبابية الأوضاع الاقتصادية العالمية قد يبقي الاتجاه الهبوطي محدودًا في المدى القريب.