الذهب يتراجع دون 4100 دولار وسط قوة الدولار وتراجع الطلب على الملاذات الآمنة
يتراجع الذهب بشكل طفيف عن أعلى مستوياته في ثلاثة أسابيع، متأثرًا بتعافي الدولار الأمريكي وتزايد شهية المخاطرة عقب مؤشرات على قرب إعادة فتح الحكومة الأمريكية واحتمال خفض الفائدة من الفيدرالي الشهر المقبل.
شهدت أسعار الذهب تراجعًا طفيفًا خلال تداولات الأربعاء، إذ فقد المعدن الثمين جزءًا من مكاسبه الأخيرة بعد ارتداده من مستويات دون 4100 دولار، ليستقر دون ذروة الثلاثة أسابيع المسجلة مؤخرًا. وجاء هذا الانخفاض وسط تحسن مزاج المستثمرين تجاه المخاطرة وارتفاع معتدل في الدولار الأمريكي، مما قلل من جاذبية الذهب كملاذ آمن.
ويعود هذا التوجه الإيجابي في شهية المخاطرة إلى التطورات الأخيرة التي تشير إلى تقدم نحو إعادة فتح الحكومة الأمريكية، وهو ما أعاد تركيز الأسواق إلى التحديات المالية والضغوط الاقتصادية المتزايدة. وقدّر محللون أن الإغلاق الحكومي الممتد تسبب بالفعل في تقليص نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بنحو 1.5% إلى 2% خلال الربع الحالي.
في المقابل، يظل صعود الدولار محدودًا بسبب التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه إلى خفض أسعار الفائدة مجددًا في ديسمبر، في محاولة لاحتواء التباطؤ الاقتصادي الذي ظهرت بوادره مؤخرًا من خلال بيانات التوظيف وثقة المستهلك الضعيفة. كما أظهرت بيانات "ريفيليو لابز" فقدان نحو 9100 وظيفة في أكتوبر، من بينها 22 ألف وظيفة حكومية، فيما أشار الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو إلى ارتفاع معدل البطالة، مما يؤكد ضعف سوق العمل.
هذا المزيج من المخاوف الاقتصادية وآمال التيسير النقدي حدّ من مكاسب الدولار وأتاح للذهب الحفاظ على جزء من زخمه فوق مستوى 4100 دولار في وقت سابق من الأسبوع. ومع ذلك، فإن استمرار التفاؤل في الأسواق يدفع المستثمرين نحو الأصول ذات المخاطر العالية، مما يشكل ضغطًا إضافيًا على المعدن النفيس.
من الناحية الفنية، يواجه الذهب مقاومة قوية عند نطاق 4150–4155 دولار، وإذا تمكن من اختراقه بثبات، فقد يستهدف مستوى 4200 دولار قريبًا. في المقابل، يشكل نطاق 4100–4095 دولار دعمًا فوريًا، يليه مستوى 4075 دولار، وكسر هذه المنطقة قد يفتح الباب أمام تراجع نحو 4025 دولار، وربما اختبار الحاجز النفسي عند 4000 دولار.