الذهب يتراجع عن قممه التاريخية مع تعافي الدولار.. لكن الاتجاه الصاعد لا يزال قائمًا

تراجع الذهب من مستويات قياسية جديدة بفعل تحسن الدولار الأمريكي بعد بيانات أمريكية متباينة، بينما واصلت التوترات الجيوسياسية وتوقعات خفض الفائدة دعم النظرة الصعودية للمعدن.

Dec 23, 2025 - 18:09
الذهب يتراجع عن قممه التاريخية مع تعافي الدولار.. لكن الاتجاه الصاعد لا يزال قائمًا

شهدت أسعار الذهب تراجعًا خلال تعاملات الثلاثاء بعد تسجيل قمم تاريخية جديدة، في ظل انتعاش محدود للدولار الأمريكي عقب صدور مجموعة من البيانات الاقتصادية المتباينة في الولايات المتحدة. ويتداول الذهب حاليًا قرب مستوى 4457 دولارًا للأونصة، بعدما بلغ ذروته عند حوالي 4497 دولارًا في وقت سابق من الجلسة.

ورغم هذا التراجع، لا يزال الهبوط محدودًا نسبيًا، إذ تحافظ التوترات الجيوسياسية المتصاعدة على قوة الطلب على الذهب كملاذ آمن. كما تستمر التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه إلى مزيد من تخفيف السياسة النقدية حتى عام 2026 في توفير دعم إضافي للمعدن النفيس.

وتعكس التحركات الأخيرة أيضًا عمليات إعادة تموضع مع اقتراب نهاية العام ودخول الأسواق فترة العطلات، حيث قد يؤدي جني الأرباح عند المستويات المرتفعة إلى بعض التماسك على المدى القصير. ومع ذلك، يبقى الاتجاه العام إيجابيًا، إذ يتجه الذهب لتحقيق أقوى أداء سنوي له منذ عام 1979، مسجلًا ارتفاعًا يقارب 70% منذ بداية العام.

على صعيد البيانات الأمريكية، أظهرت أرقام الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث نمو الاقتصاد الأمريكي بنسبة 4.3% على أساس سنوي، متجاوزة التوقعات والتقديرات السابقة. كما كشفت مكونات التضخم في التقرير عن استمرار الضغوط السعرية، مع ارتفاع مؤشر أسعار الناتج المحلي الإجمالي ونفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية.

في المقابل، أظهرت بيانات النشاط الصناعي بعض الضعف، حيث تراجعت طلبيات السلع المعمرة في أكتوبر بشكل أكبر من المتوقع، كما سجل الإنتاج الصناعي انخفاضًا طفيفًا. ورغم ذلك، تمكن الدولار الأمريكي من استعادة جزء من زخمه، مع صعود مؤشر الدولار إلى قرب مستوى 98.10.

على الجانب الجيوسياسي، لا تزال التوترات مرتفعة، خاصة بعد تشديد الولايات المتحدة إجراءاتها تجاه ناقلات النفط المرتبطة بفنزويلا، وهو ما عزز الطلب على الأصول الآمنة. في الوقت نفسه، تواصل الأسواق تسعير احتمال خفض أسعار الفائدة مرتين خلال عام 2026، رغم انقسام صناع السياسة في الاحتياطي الفيدرالي بشأن توقيت وحجم التيسير النقدي.

وتتزايد حالة عدم اليقين أيضًا مع اقتراب انتهاء ولاية رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في مايو 2026، وسط تكهنات بشأن خليفته المحتمل، وهو عامل إضافي يدعم حالة الحذر في الأسواق.

من الناحية الفنية، لا يزال الاتجاه الصاعد للذهب قويًا، حيث يتداول السعر فوق متوسطاته المتحركة الرئيسية، ما يعكس سيطرة واضحة للمشترين. ورغم وصول مؤشر القوة النسبية إلى مناطق تشبع شرائي مرتفعة، فإن البنية الفنية العامة تظل داعمة لاستمرار الاتجاه الإيجابي، مع احتمالات تماسك مؤقت قبل استئناف الصعود.