الذهب يتراجع قليلًا عن قمته التاريخية وسط ترقب الأسواق لخفض الفائدة الأمريكية وإغلاق الحكومة
الذهب يهدأ بعد تسجيل مستوى قياسي جديد، فيما يستمر الدعم له من توقعات خفض الفائدة الأمريكية وتصاعد المخاطر الجيوسياسية وإغلاق الحكومة.

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا إلى قمة تاريخية جديدة يوم الأربعاء قبل أن تتراجع بشكل طفيف، حيث فضّل المتداولون جني الأرباح بعد موجة صعود قوية، بينما تبقى التوقعات العامة إيجابية بدعم من العوامل الأساسية في الأسواق.
يستمد المعدن النفيس قوته من تصاعد المخاطر الجيوسياسية والإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية، إلى جانب الرهانات المتزايدة على أن الاحتياطي الفيدرالي سيقدم على خفض مزدوج لأسعار الفائدة خلال ما تبقى من العام. هذا التوجه أضعف الدولار الأمريكي، الذي انخفض إلى أدنى مستوى له في أسبوع، مما زاد من جاذبية الذهب كملاذ آمن لا يدر عائدًا.
منذ بداية عام 2025، ارتفعت أسعار الذهب بأكثر من 45%، بينما حققت مكاسب قوية تجاوزت 11% في سبتمبر وحده، في وقت يواصل فيه المستثمرون البحث عن أصول آمنة لمواجهة حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي عالميًا. ويأتي ذلك بعد فشل الكونغرس الأمريكي في تمرير مشروع قانون الإنفاق، ما دفع الحكومة إلى الدخول في حالة إغلاق جزئي منذ منتصف ليل الثلاثاء.
تشير تقديرات الأسواق، بحسب أداة CME FedWatch، إلى احتمالية تقارب 95% لخفض الفائدة في اجتماع أكتوبر، مع وجود فرصة تفوق 75% لخفض آخر في ديسمبر. ورغم تحذيرات بعض مسؤولي الفيدرالي من التسرع في التيسير النقدي، إلا أن توقعات المستثمرين تميل لصالح استمرار التخفيف النقدي، وهو ما يعزز من صعود الذهب.
على الصعيد الدولي، تبقى التوترات قائمة بعد تحذيرات روسية من أن تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى قد يؤدي إلى تصعيد عسكري أكبر، ما يضيف سببًا إضافيًا لتوجه المستثمرين نحو الذهب.
من الناحية الفنية، لا يزال الاتجاه الصعودي للذهب قائمًا رغم إشارات التشبع الشرائي، حيث يُنظر إلى أي تراجع نحو مستويات 3835–3816 دولار على أنه فرصة جديدة للشراء. أما كسر الدعم المحوري عند 3800 دولار، فقد يفتح المجال لتراجع أوسع نحو مستويات 3757 ثم 3735 دولار للبرميل، مع بقاء الاتجاه طويل الأمد صعوديًا.