الذهب يتراجع قليلًا وسط عطلة أمريكية وتهدئة مؤقتة للتوترات التجارية
شهدت أسعار الذهب تراجعًا طفيفًا خلال جلسة الاثنين متأثرة بعطلة يوم الذكرى في الولايات المتحدة وقرار الرئيس ترامب بتأجيل فرض تعريفات جمركية على الاتحاد الأوروبي حتى يوليو. ومع ذلك، لا تزال المخاوف المتعلقة بالعجز الأمريكي وعدم اليقين العالمي توفر دعمًا للمعدن الثمين.

انخفضت أسعار الذهب بشكل طفيف يوم الاثنين، لتتداول قرب مستوى 3333 دولار للأونصة، في ظل ضعف السيولة نتيجة إغلاق الأسواق الأمريكية بمناسبة عطلة يوم الذكرى. هذا التراجع المحدود جاء على خلفية قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتأجيل فرض تعريفات جمركية مرتفعة على واردات الاتحاد الأوروبي حتى التاسع من يوليو، عقب محادثات هاتفية مع رئيسة المفوضية الأوروبية، في خطوة تهدف إلى إتاحة المجال للمفاوضات التجارية بين الجانبين.
ورغم هذا التطور الإيجابي المؤقت، لا تزال التحديات الكبرى قائمة، إذ يخيم القلق حول مستقبل الأوضاع المالية في الولايات المتحدة، خاصة مع تصاعد المخاوف من تفاقم العجز الحكومي بفعل خطة ترامب الضريبية الجديدة التي تم تمريرها مؤخرًا في مجلس النواب. هذه المخاوف ساهمت في الحد من خسائر الذهب، باعتباره ملاذًا آمنًا في أوقات عدم الاستقرار.
في هذا السياق، رفعت مجموعة "سيتي جروب" توقعاتها لسعر الذهب على المدى القريب إلى 3500 دولار للأونصة، مشيرة إلى استمرار الطلب القوي على المعدن نتيجة تصاعد التوترات الجيوسياسية والاقتصادية حول العالم، إلى جانب النمو القوي في أسواق استهلاك رئيسية مثل الصين والهند.
وعلى الرغم من التراجع الطفيف في الدولار الأمريكي، والذي فقد زخمه خلال الأيام الماضية، فإن المحللين يرون أن تصريحات ترامب الأخيرة لا تعني تغيرًا جوهريًا في نهجه التجاري المتشدد، بل مجرد تأجيل محدود. وقد دعا محللون في eToro إلى انتظار مؤشرات ملموسة على تقدم فعلي في المفاوضات قبل بناء ثقة جديدة في الأسواق.
من ناحية أخرى، تتجه دول مثل فيتنام نحو تنظيم أسواق الذهب المحلية، حيث طلب رئيس الوزراء من الجهات المختصة دراسة إنشاء بورصة للذهب تهدف إلى تعزيز الشفافية ومكافحة التهريب.
فنيًا، تظهر مؤشرات متباينة على تحركات الذهب، إذ تواجه الأسعار مقاومة قوية قرب 3386 دولار، فيما يشكل مستوى 3300 دولار دعمًا محوريًا يجب مراقبته. ويرى محللون أن أي اختراق صعودي قد يمهد الطريق نحو مستويات تاريخية جديدة، بينما قد يؤدي كسر الدعم إلى مزيد من التراجع في الأجل القصير.