الذهب يتراجع مع تحسن شهية المخاطرة بعد مؤشرات انفراجة تجارية بين واشنطن وبكين رغم رهانات خفض الفائدة الأمريكية

يتداول الذهب دون زخمه الصعودي وسط تراجع الطلب على الملاذات الآمنة بعد أنباء إيجابية حول صفقة تجارية محتملة بين الولايات المتحدة والصين، فيما تحد توقعات خفض الفائدة الأمريكية من خسائر المعدن النفيس.

Oct 27, 2025 - 09:10
الذهب يتراجع مع تحسن شهية المخاطرة بعد مؤشرات انفراجة تجارية بين واشنطن وبكين رغم رهانات خفض الفائدة الأمريكية

يستمر الذهب في التداول ضمن نطاق هابط لليوم الثاني على التوالي، إذ يفتقر المعدن النفيس إلى الزخم الصعودي وسط موجة تفاؤل عالمي بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين، وهو ما قلل الطلب على الأصول الآمنة. ومع ذلك، لا يزال التراجع محدودًا، حيث تلقى الأسعار دعمًا من توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال الأشهر المقبلة.

فقد ساهمت الأنباء عن اتفاق مبدئي بين كبار المسؤولين الاقتصاديين في واشنطن وبكين على إطار لصفقة تجارية في تهدئة المخاوف من تصعيد جديد في الحرب التجارية. وذكرت تقارير أن وزير الخزانة الأمريكي أكد تعليق خطة فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية التي كان مقررًا تنفيذها مطلع نوفمبر، وهو ما عزز شهية المستثمرين للمخاطرة وأرسل مؤشرات الأسهم العالمية إلى ارتفاع قوي في بداية الأسبوع. هذا التفاؤل انعكس سلبًا على الذهب، الذي عادة ما يستفيد من الأوضاع غير المستقرة كملاذ آمن.

في المقابل، لا تزال توقعات السياسة النقدية في الولايات المتحدة تميل إلى التيسير بعد صدور بيانات التضخم الأمريكية الأضعف من المتوقع. فقد أظهرت الأرقام ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 0.3% في سبتمبر، مع تباطؤ المعدل السنوي إلى 3%، ما عزز رهانات السوق على أن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض الفائدة مرتين إضافيتين هذا العام. وتشير أداة CME FedWatch إلى أن المستثمرين يسعّرون بالفعل احتمالًا مرتفعًا لخفض جديد بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر، الأمر الذي حد من مكاسب الدولار الأمريكي وساعد الذهب على تجنب خسائر أعمق.

وعلى الجانب الجيوسياسي، ما زالت التوترات في أوروبا الشرقية تمثل عامل دعم نسبي للمعدن الأصفر، بعدما أعلنت أوكرانيا أنها تصدت لهجوم بطائرات مسيرة شنته روسيا على كييف ومدن أخرى. كما كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن اختبار ناجح لصاروخ كروز يعمل بالطاقة النووية، ما زاد من حذر الأسواق قبيل اجتماعات البنوك المركزية هذا الأسبوع.

من الناحية الفنية، يواجه الذهب مقاومة فورية عند نطاق 4109-4110 دولار، وهي المنطقة التي تتزامن مع مستوى تصحيح فيبوناتشي 23.6%. تجاوز هذا المستوى قد يفتح الطريق أمام ارتفاع نحو 4155-4160 دولار، ثم نحو 4200 دولار إذا استمر الزخم الإيجابي. أما على الجانب الهبوطي، فإن منطقة 4044 دولار تمثل أول دعم مهم، يليها 3948 دولار عند مستوى تصحيح فيبوناتشي 38.2%. كسر هذا الدعم قد يدفع المعدن نحو 3900 دولار، مع احتمال اختبار المتوسط المتحرك البسيط لـ50 يومًا قرب 3775 دولار.

في ظل هذه المعطيات، يبدو أن المتداولين يفضلون التريث قبل اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) الذي يبدأ غدًا الثلاثاء ويستمر يومين، وسط توقعات بأن يحدد توجه السياسة النقدية الأمريكية للمرحلة المقبلة مسار الذهب في الأسابيع القادمة.