تراجع سعر الذهب خلال تعاملات الثلاثاء، متخليًا عن مستوياته المرتفعة التي لامست قمة أربعة أسابيع، حيث هبط إلى نحو 3351 دولارًا مع اقتراب الجلسة الأوروبية. وجاء هذا الانخفاض نتيجة لانتعاش طفيف في الدولار الأمريكي، الذي استعاد بعض مكاسبه بعد أن وصل إلى أدنى مستوى له في ستة أسابيع.
ويُعزى الضغط على المعدن النفيس جزئيًا إلى التحسن الملحوظ في معنويات الأسواق، مدعومًا بصعود مؤشرات الأسهم العالمية، خاصة بعد إغلاق قوي في وول ستريت. كما أدى التوجه نحو الأصول ذات المخاطر الأعلى إلى تقليص الطلب على الذهب كملاذ آمن. ومع ذلك، لا تزال الأجواء متوترة عالميًا بفعل النزاع التجاري المتجدد بين الولايات المتحدة والصين، بعد اتهام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لبكين بانتهاك اتفاقية التعريفات الجمركية، وهو ما نفته الصين رسميًا.
بالإضافة إلى ذلك، تستمر التوترات الجيوسياسية في أوروبا الشرقية، حيث لم تحقق محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا تقدمًا يُذكر، في وقت تحدث فيه الرئيس الأوكراني عن هجمات ناجحة بطائرات مسيّرة ضد أهداف روسية، مما زاد من حالة القلق في الأسواق.
رغم ارتفاع الدولار، لا يزال احتمال خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي خلال 2025 قائمًا بقوة، إذ أشار عدد من مسؤولي البنك إلى إمكانية التيسير النقدي في حال تباطأت الضغوط التضخمية. هذه التوقعات، إلى جانب المخاوف حول الأوضاع المالية في الولايات المتحدة، قد تحد من مكاسب الدولار وتوفر دعمًا محتملًا للذهب.
فنيًا، يعتبر الاختراق الأخير فوق مستوى 3325 دولارًا إشارة إيجابية، وقد يتحول هذا المستوى الآن إلى دعم رئيسي. لكن استمرار البيع قد يدفع الذهب نحو اختبار مستويات دعم أدنى، أهمها 3300 و3285 دولارًا. على الجانب الصعودي، سيحتاج الذهب إلى تجاوز حاجز 3400 دولار لتأكيد المسار الصاعد واستهداف مقاومات عند 3432 ثم 3500 دولار.
في هذه الأثناء، يترقب المستثمرون بيانات الوظائف الشاغرة (JOLTS) الأمريكية المرتقبة، بالإضافة إلى خطابات مؤثرة من أعضاء الاحتياطي الفيدرالي، والتي ستشكل مفتاح تحركات الذهب في الأيام المقبلة، إلى جانب تقرير الوظائف غير الزراعية المرتقب يوم الجمعة.
