الذهب يتراجع مع صعود الدولار.. ومخاوف ديون أمريكا تدفع المستثمرين للملاذات الآمنة

تراجعت أسعار الذهب خلال جلسة التداول الأوروبية ليوم الخميس إلى مستوى يقارب 3300 دولار للأونصة، بعد أن سجلت في وقت سابق أعلى مستوى لها خلال أسبوعين عند 3345 دولارًا. جاء هذا التراجع مع انتعاش مؤشر الدولار الأمريكي، الذي ارتفع بنسبة 0.15% ليصل إلى 99.85 نقطة، مما يجعل الذهب أكثر تكلفة للمستثمرين الذين يستخدمون عملات أخرى.

رغم هذا التراجع المؤقت، تبقى النظرة المستقبلية لأسعار الذهب إيجابية، مدعومة بتزايد المخاوف المتعلقة بمستوى الدين الأمريكي المتصاعد. فقد وافق مجلس النواب الأمريكي الذي يهيمن عليه الجمهوريون على مشروع قانون شامل لخفض الضرائب من شأنه أن يزيد العجز المالي بمليارات الدولارات خلال العقد المقبل، مما يعزز الطلب على الذهب كأصل ملاذ آمن في ظل حالة عدم اليقين المالي.

من ناحية أخرى، أدت التوترات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا إلى زيادة الطلب على المعدن النفيس، خاصة مع تلاشي الآمال في الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. كما صرح الرئيس الأمريكي ترامب بأن روسيا ليست مستعدة لإنهاء الصراع، مما يضيف ضغطًا إضافيًا على الأسواق.

على الصعيد المحلي، يبقى التضخم مرتفعًا في مصر عند 13.9%، وهو ما يزيد من جاذبية الذهب كأداة تحوط ضد التضخم، خاصة مع توقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيواصل سياسات سعر الفائدة الحالية لفترة أطول، مما يؤثر إيجابًا على المعادن الثمينة.

من الناحية الفنية، يواجه الذهب مقاومة قوية عند مستوى 3440 دولار، بينما يمثل 3120 دولار مستوى دعم رئيسيًا. مؤشر القوة النسبية يظهر حالة من التردد، مما يعكس حذر المستثمرين وسط تقلبات السوق الحالية.

بينما ينتظر المستثمرون صدور بيانات مؤشر مديري المشتريات الأمريكية، تظل المخاوف الاقتصادية والسياسية على رأس المحركات التي تؤثر على تحركات الذهب في الأسواق العالمية