الذهب يتراجع من ذروته رغم ضعف الدولار مع تحسن شهية المخاطرة
تراجعت أسعار الذهب من أعلى مستوياتها في أسبوعين مع تحسن شهية المستثمرين للمخاطرة، لكن آمال خفض الفائدة في سبتمبر لا تزال تدعم المعدن الأصفر من الهبوط الحاد.

شهدت أسعار الذهب تراجعًا خلال تعاملات الثلاثاء، بعد أن سجلت أعلى مستوى لها في أسبوعين عند حدود 3350 دولار، وسط تحول في مزاج السوق نحو الأصول ذات المخاطر الأعلى، وارتفاع طفيف في عوائد سندات الخزانة الأمريكية. ورغم هذا التراجع، يظل الهبوط محدودًا نتيجة التوقعات المتزايدة بقيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة في اجتماعه القادم في سبتمبر، وهي خطوة تسعّرها الأسواق حاليًا بنسبة 92% بحسب أداة FedWatch.
تحسن الأداء في الأسواق العالمية أسهم في تقليص الطلب على الذهب كملاذ آمن؛ حيث ارتفعت مؤشرات الأسهم في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة بشكل ملحوظ، في ظل تفاؤل المستثمرين بإجراءات تيسيرية قريبة من الفيدرالي، بعد صدور بيانات توظيف أمريكية أضعف من المتوقع.
على الصعيد الفني، حافظ الذهب على دعمه الرئيسي عند 3350 دولار، مدعومًا بالمتوسطات المتحركة اليومية، وسط مؤشرات فنية تشير إلى ضعف الزخم دون أن تُظهر إشارات حاسمة على تحول الاتجاه. وقد تؤدي أي اختراق صعودي فوق مستوى 3380 دولار إلى إعادة استهداف مستويات 3450 دولار، بينما يمثل كسر مستوى 3275 دولار دعمًا حاسمًا لأي تصحيح أوسع.
في الوقت نفسه، تترقب الأسواق مؤشرات خدمية في الولايات المتحدة، إلى جانب بيانات أخرى حول التجارة والاستهلاك، والتي قد تقدم إشارات إضافية حول حالة الاقتصاد الأمريكي وتوجهات السياسة النقدية.
أما على المدى المتوسط، فتبقى العوامل الكبرى المؤثرة في الذهب محصورة بين تراجع عوائد السندات والدولار من جهة، واستمرار تقلبات التجارة العالمية والتضخم والضبابية الجيوسياسية من جهة أخرى، وهي كلها عناصر قد تدفع المستثمرين مجددًا نحو الذهب في حال تصاعد المخاطر من جديد.