الذهب يتماسك رغم ضغوط الدولار: إشارات على انتعاش محتمل وسط تصاعد التوترات السياسية

أسعار الذهب تبدأ الأسبوع بتذبذب طفيف، مدعومة بتوقعات خفض الفائدة الأمريكية وتصاعد التوترات الجيوسياسية، في وقت يضغط فيه الدولار وعوائد السندات على المعدن الثمين.

Aug 4, 2025 - 10:05
الذهب يتماسك رغم ضغوط الدولار: إشارات على انتعاش محتمل وسط تصاعد التوترات السياسية

استعادت أسعار الذهب بعضًا من خسائرها في مستهل تعاملات الأسبوع، وسط حالة من التذبذب بين ضغوط ارتفاع الدولار الأمريكي والمحفزات الداعمة للمعدن الثمين. وقد وجد الذهب دعمًا قرب مستوى 3345 دولارًا للأوقية، بعد تراجعه من ذروة أسبوعية سجلها في وقت سابق من يوم الإثنين.

تأتي هذه التحركات عقب بيانات التوظيف الأمريكية الضعيفة التي عززت توقعات الأسواق بإمكانية خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي خلال اجتماع سبتمبر، ما قلّص من مكاسب الدولار وحدّ من خسائر الذهب. كما ساهمت حالة الحذر التي تسيطر على الأسواق المالية العالمية، في ظل أجواء سياسية متوترة، في زيادة الإقبال على الذهب كملاذ آمن.

وكان تقرير الوظائف الأمريكية قد أظهر إضافة 73 ألف وظيفة جديدة فقط في يوليو، وهو رقم أدنى بكثير من التقديرات، إلى جانب مراجعات سلبية لأرقام الأشهر السابقة، وارتفاع في معدل البطالة إلى 4.2%. وعلى إثر ذلك، أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارًا بإقالة رئيس مكتب إحصاءات العمل، فيما أعلنت عضوة مجلس الاحتياطي الفيدرالي أدريانا كوجلر استقالتها، ما أثار مخاوف بشأن استقلالية البنك المركزي الأمريكي.

سياسيًا، أمر ترامب بنشر غواصتين نوويتين قرب روسيا في رد مباشر على تصريحات نارية من الرئيس الروسي السابق، ما زاد من احتمالات تصعيد الصراع مع موسكو في ظل استمرار الحرب الأوكرانية. هذه الأجواء المتوترة دعمت من جديد الطلب على الذهب، رغم أن صعود عوائد السندات الأمريكية ما زال يمثل عائقًا أمام تحقيق مكاسب كبيرة.

من الناحية الفنية، لا تزال مؤشرات الزخم على المدى القصير إيجابية، خاصة بعد اختراق مستويات مقاومة مهمة الأسبوع الماضي. ومع ذلك، فإن أي كسر لمستوى 3300 دولار قد يفتح الطريق لمزيد من التراجع. على الجانب الآخر، تجاوز حاجز 3400 دولار قد يعيد الذهب إلى مستويات تاريخية تقارب 3500 دولار للأوقية، بحسب ما تشير إليه نماذج التحليل الفني.

ينتظر المستثمرون الآن بيانات جديدة حول طلبيات المصانع الأمريكية، التي قد تؤثر على توقعات الفائدة واتجاه الدولار، وبالتالي على مسار الذهب خلال الفترة المقبلة.