الذهب يحافظ على بريقه قرب القمة التاريخية وسط رهانات خفض الفائدة وضعف الدولار

شهدت أسعار الذهب استقرارًا نسبيًا خلال جلسة التداول الآسيوية يوم الخميس، وظلت قريبة من أعلى مستوى تاريخي لامسته في الجلسة السابقة، وذلك وسط استمرار حالة التفاؤل في الأسواق. ورغم ذلك، فإن حالة التشبع الشرائي تقيد قدرة المستثمرين على فتح مراكز جديدة على المعدن الثمين كملاذ آمن.

تأتي هذه التحركات في وقت يراهن فيه المتداولون بقوة على قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة مرتين إضافيتين قبل نهاية العام. هذه التوقعات تعززت عقب بيانات ضعيفة صادرة عن تقرير الوظائف في القطاع الخاص (ADP)، والذي كشف عن خسارة 32 ألف وظيفة في سبتمبر، في أكبر تراجع منذ مارس 2023، إلى جانب مراجعة سلبية لبيانات أغسطس. هذه التطورات ضغطت على الدولار الأمريكي، ومنحت الذهب دفعة إضافية للبقاء قريبًا من قمته القياسية.

على الجانب الآخر، ساعد تحسن طفيف في مؤشر مديري المشتريات الصناعي (ISM PMI) الدولار على التعافي من أدنى مستوى في أسبوع، لكن قوة هذا الارتداد بدت محدودة في ظل توقعات السياسة التيسيرية للفيدرالي.

وبعيدًا عن العوامل الاقتصادية، لعبت التوترات الجيوسياسية دورًا بارزًا في دعم الذهب. إذ أفادت تقارير صحفية بأن الولايات المتحدة ستزود أوكرانيا بمعلومات استخباراتية لدعم ضربات صاروخية بعيدة المدى ضد البنية التحتية الروسية للطاقة، مع دعوات لحلفاء الناتو لاتخاذ خطوات مشابهة. هذه الأنباء أبقت حالة القلق الجيوسياسي قائمة، ما ساهم في تعزيز جاذبية الذهب كملاذ آمن.

أما من الناحية الفنية، فيُظهر مؤشر القوة النسبية (RSI) اليومي أن الذهب في منطقة تشبع شرائي قوية، وهو ما قد يحد من وتيرة الصعود على المدى القصير. ومع ذلك، فإن غياب الضغوط البيعية الكبيرة واستقرار الأسعار فوق حاجز 3800 دولار يضيفان إلى الصورة الإيجابية على المدى القريب. ويرجح أن أي تراجعات مؤقتة قد تقابل بعمليات شراء جديدة، مع مستويات دعم بارزة عند 3820–3825 دولار، ثم 3757–3758 دولار، وصولًا إلى 3700 دولار في حال توسع التصحيح الهبوطي.

في ظل هذه المعطيات، تبقى التوقعات الصعودية للمعدن النفيس قائمة، لكن الأسواق تنتظر بيانات الوظائف الأمريكية (NFP) المقررة غدًا، والتي قد تحدد المسار المقبل لحركة الذهب والدولار على حد سواء.