الذهب يرتفع بخجل وسط تصاعد التوتر التجاري وترقب تقرير الوظائف الأمريكية

أسعار الذهب تسجّل مكاسب طفيفة مدفوعة بقرارات ترامب الجمركية، لكن غياب الزخم وانتظار تقرير الوظائف الأمريكي يمنعان المعدن من الانطلاق صعودًا.

Aug 1, 2025 - 10:16
الذهب يرتفع بخجل وسط تصاعد التوتر التجاري وترقب تقرير الوظائف الأمريكية

شهدت أسعار الذهب بعض التحسن لليوم الثاني على التوالي، لكن هذا الصعود بقي محدودًا وسط أجواء من الحذر في الأسواق، بالتزامن مع ترقب المستثمرين لصدور بيانات الوظائف الأمريكية غير الزراعية، والتي يُتوقع أن تحدد مسار الدولار وتؤثر على توجهات المعدن الثمين.

في الوقت ذاته، يحافظ الدولار الأمريكي على قوته عند أعلى مستوياته منذ شهرين، مدعومًا بتصريحات متشددة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي، والتي أبعدت احتمالات خفض قريب لأسعار الفائدة. وجاء هذا التوجه بعد أن أظهرت بيانات حديثة نموًا قويًا في الاقتصاد الأمريكي بنسبة 3%، إلى جانب ارتفاع معدل التضخم الأساسي إلى 2.8%، مما يعزز من وضع العملة الأمريكية ويضغط على الذهب.

وفي خضم هذه التطورات، زادت التوترات التجارية العالمية بعد أن وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا بفرض رسوم جمركية إضافية على دول تربطها علاقات تجارية رئيسية بالولايات المتحدة، في خطوة تعكس تصعيدًا في السياسات التجارية. ومن المقرر أن تدخل هذه التعريفات حيّز التنفيذ في 7 أغسطس، ما زاد من قلق المستثمرين بشأن مستقبل العلاقات التجارية، خصوصًا مع الصين، التي لم تُتوصل معها حتى الآن إلى أي اتفاق بعد محادثات استمرت يومين.

هذه الأجواء عززت بدورها الطلب على الذهب كملاذ آمن، لكن الزخم بقي ضعيفًا، حيث يتردد المتداولون في اتخاذ مراكز قوية بانتظار نتائج تقرير التوظيف الأمريكي المتوقع أن يظهر تباطؤًا في خلق فرص العمل وارتفاعًا طفيفًا في معدل البطالة. كما يترقب المستثمرون صدور مؤشر ISM لمديري المشتريات في القطاع الصناعي، والذي قد يزيد من تحركات الدولار وبالتالي يؤثر على أداء الذهب.

فنيًا، تمثل منطقة 3,314-3,315 دولار حاجزًا مقاومًا فوريًا أمام أسعار الذهب، وقد يدفع تجاوزه المعدن إلى صعود مؤقت نحو مستويات 3,360 وربما 3,400 دولار. أما في حال الهبوط، فإن المتوسط المتحرك لـ100 يوم قرب 3,270 دولار يُعد دعمًا محوريًا، وإذا تم كسره فقد تتجه الأسعار نحو 3,247 دولار وربما تهبط أكثر نحو 3,200 دولار.

بوجه عام، تظل معنويات السوق حذرة وسط التداخل بين تأثيرات السياسة النقدية الأمريكية والتصعيد التجاري، مما يُبقي الذهب في نطاق محدود حتى تتضح الصورة من البيانات الاقتصادية المرتقبة.