الذهب يستقر قرب قمته التاريخية مع ترقب قرارات البنوك المركزية العالمية
الذهب يواصل التماسك أعلى 3680 دولار قرب مستوياته القياسية، مدعومًا بضعف الدولار وتزايد التوترات الجيوسياسية، بينما تترقب الأسواق قرارات حاسمة من البنوك المركزية هذا الأسبوع.

سجلت أسعار الذهب استقرارًا لافتًا يوم الثلاثاء بعد أن لامست قمة تاريخية جديدة في الجلسة الآسيوية، لتظل متداولة في نطاق ضيق قرب مستوى 3680 دولار للأونصة. ويعكس هذا التماسك حالة ترقب واسعة بين المستثمرين قبيل سلسلة من القرارات المنتظرة من أكبر البنوك المركزية في العالم.
يتوقع أن يعلن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي غدًا عن خفض جديد للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مع نشر توقعاته الاقتصادية المحدثة، بينما سيترقب المتداولون تصريحات رئيسه جيروم باول لمعرفة ملامح مسار السياسة النقدية للفترة المقبلة. وفي الوقت ذاته، ستتجه الأنظار إلى تحديث السياسة النقدية من بنك كندا يوم الأربعاء، ثم قرار بنك إنجلترا يوم الخميس، وأخيرًا نتائج اجتماع بنك اليابان يوم الجمعة، وهو ما قد يزيد من تقلبات السوق.
الدولار الأمريكي واصل التراجع إلى أدنى مستوياته منذ يوليو تحت ضغط التوقعات بتيسير نقدي أعمق من الفيدرالي، وهو ما عزز جاذبية الذهب كأصل لا يدر عائدًا. كما أسهمت التوترات الجيوسياسية، من بينها التصعيد العسكري بين روسيا وأوكرانيا، والجدل السياسي في الولايات المتحدة، إلى جانب توتر الأوضاع في الشرق الأوسط، في دعم المعدن الثمين كملاذ آمن.
فنّيًا، نجح الذهب في اختراق نموذج علم صعودي خلال الجلسة السابقة، لكن مؤشرات التشبع الشرائي القوية، خصوصًا بقاء مؤشر القوة النسبية (RSI) فوق مستوى 70، تدعو إلى الحذر من موجات جني أرباح محتملة. وفي حال حدوث تراجع، قد يجد المعدن دعمًا أوليًا قرب 3645 دولار، يليه مستوى 3610–3600 دولار، بينما سيبقى حاجز 3700 دولار نقطة فاصلة أمام أي محاولات صعود إضافية.
بهذا يبقى الاتجاه العام للذهب إيجابيًا، مع احتمالية أن تتحول أي هبوط تصحيحي محدود إلى فرصة جذب مشترين جدد، ما لم يكسر المعدن مستويات الدعم الجوهرية.