الذهب يقفز فوق 4330 دولار مدفوعًا ببيانات التوظيف وتصاعد التوترات مع فنزويلا

سجّل الذهب مكاسب قوية مع ارتفاع البطالة الأمريكية فوق التوقعات وتصاعد المخاطر الجيوسياسية بعد قرارات أمريكية ضد فنزويلا، ما أشعل الإقبال على الملاذات الآمنة.

Dec 17, 2025 - 21:55
الذهب يقفز فوق 4330 دولار مدفوعًا ببيانات التوظيف وتصاعد التوترات مع فنزويلا

واصلت أسعار الذهب صعودها خلال تعاملات الأربعاء، مدعومة بمزيج من بيانات التوظيف الأمريكية المختلطة وتصاعد التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة وفنزويلا، إلى جانب تصريحات حذرة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي. وارتفع زوج الذهب/الدولار (XAU/USD) بنحو 0.9% ليتداول قرب 4338 دولارًا، بعدما لامس ذروة يومية عند 4349 دولارًا.

وجاء الدعم الأساسي من تقرير الوظائف الأمريكي، الذي أظهر صورة غير متجانسة لسوق العمل. ففي حين كشفت بيانات أكتوبر عن فقدان 105 آلاف وظيفة، أظهرت أرقام نوفمبر إضافة 64 ألف وظيفة جديدة. غير أن معدل البطالة ارتفع إلى 4.6%، متجاوزًا توقعات الاحتياطي الفيدرالي التي كانت تشير إلى 4.5% بنهاية العام، ما عزز الرهانات على بقاء السياسة النقدية ميسّرة لفترة أطول.

ورغم هذه التطورات، لم تتغير توقعات خفض الفائدة في يناير بشكل ملحوظ، إذ لا تزال الأسواق تسعّر احتمالًا محدودًا لخفض الفائدة في بداية العام المقبل.

على الصعيد الجيوسياسي، تلقى الذهب دفعة إضافية بعد أن أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض حصار على ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات والمتجهة إلى فنزويلا أو المغادرة منها. وأسهم هذا القرار في زيادة المخاوف بشأن الإمدادات العالمية للطاقة، ما عزز الطلب على الأصول الآمنة، وعلى رأسها الذهب.

وفي تصريحات سابقة، أشار محافظ الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والير إلى أن التخفيضات السابقة في أسعار الفائدة كان لها أثر إيجابي على سوق العمل، مؤكدًا أن معدلات الفائدة لا تزال أعلى من المستوى المحايد بنحو 50 إلى 100 نقطة أساس. ومع ذلك، شدد على عدم وجود استعجال لمواصلة خفض الفائدة، معتبرًا أن التضخم من غير المرجح أن يعاود الارتفاع.

وعلى صعيد البيانات الأمريكية الأخرى، أظهرت أرقام مبيعات التجزئة صمود المستهلكين، حيث استقرت المبيعات في أكتوبر، بينما سجلت مبيعات مجموعة التحكم قفزة قوية، ما يعكس استمرار متانة إنفاق المستهلك.

في الأسواق المالية، شهدت عوائد سندات الخزانة الأمريكية تحركات محدودة، مع ارتفاع طفيف في العوائد الحقيقية، في حين سجل مؤشر الدولار الأمريكي مكاسب طفيفة، دون أن يحد ذلك من زخم الذهب الصعودي.

من الناحية الفنية، لا يزال الاتجاه العام للذهب صاعدًا طالما استقرت الأسعار فوق مستوى 4300 دولار. وتشير مؤشرات الزخم إلى إمكانية استئناف الصعود نحو القمة التاريخية قرب 4381 دولارًا، ما قد يفتح الباب أمام استهداف مستويات 4400 و4450 وصولًا إلى 4500 دولار.

في المقابل، فإن أي تراجع دون مستوى 4300 دولار قد يدفع الأسعار لاختبار دعم 4285 دولار، يليه 4250 دولار، مع احتمال تعمق التصحيح نحو مستوى 4200 دولار في حال تزايد الضغوط البيعية.