الذهب يلمع فوق 3330 دولارًا رغم التفاؤل التجاري وتراجع الدولار يدعم الصعود

سجلت أسعار الذهب صعودًا قويًا مع بداية تداولات الأسبوع، إذ استقرت بالقرب من مستوى 3329 دولارًا للأونصة، بدعم من تراجع العوائد الأمريكية وضعف الدولار، حتى في ظل الأجواء الإيجابية المصاحبة لمحادثات التجارة الجارية بين الولايات المتحدة والصين في لندن.

ورغم تحسن مزاج المستثمرين تجاه الأصول عالية المخاطر، لا يزال الذهب يحتفظ بجاذبيته، مدفوعًا بانخفاض العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.478% وتراجع العوائد الحقيقية إلى 2.168%. كما أسهم تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.25% إلى 98.95 في تعزيز الطلب على الذهب بين المشترين الدوليين، نظرًا لكونه مقومًا بالدولار.

سياسيًا، منح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزير الخزانة سكوت بيسنت بعض المرونة في تطبيق ضوابط تصدير التكنولوجيا إلى الصين، في محاولة لتعزيز فرص نجاح المفاوضات الجارية، لكن تأثير هذه الخطوة على مستقبل العلاقات الاقتصادية لا يزال غير محسوم. وعلى الجانب الجيوسياسي، تستمر التوترات في أوروبا الشرقية، حيث أعلنت روسيا عن تقدم في أوكرانيا، مما يزيد من الإقبال على الذهب كملاذ آمن.

وفيما يتعلق بالتوقعات الاقتصادية، ينتظر المستثمرون بيانات التضخم الأمريكية، بدءًا بتقرير مؤشر أسعار المستهلك يوم الأربعاء، والذي يُتوقع أن يسجل ارتفاعًا من 2.3% إلى 2.5%، بينما قد ترتفع القراءة الأساسية إلى 2.9%. وتشير هذه التوقعات إلى أن الاحتياطي الفيدرالي قد لا يكون في موقف يسمح بخفض أسعار الفائدة قريبًا، رغم مطالبات البيت الأبيض بذلك.

في الأسواق، يتوقع المتداولون حاليًا تخفيضًا لا يتجاوز 44.5 نقطة أساس في معدلات الفائدة بحلول نهاية العام، بحسب بيانات Prime Market Terminal. أما من الجانب الفني، فقد ارتد سعر الذهب من دعم قوي دون 3300 دولار، ونجح في تسجيل قمة يومية قرب 3340 دولار. في حال تمكن من تجاوز مستوى 3350، قد تتجه الأنظار إلى مقاومات أقوى عند 3400، 3450 وحتى 3500 دولار. وفي المقابل، أي تراجع دون 3300 قد يدفع بالسعر لاختبار متوسط الـ50 يومًا عند 3260، وربما العودة إلى دعم سابق عند 3167 دولار.

وفي خطوة لافتة، كشفت بيانات حديثة أن البنك المركزي الصيني واصل تعزيز احتياطياته من الذهب خلال مايو، للشهر السابع على التوالي، ما يضيف زخمًا إضافيًا على طلب المعدن الأصفر.