الذهب يهدأ دون القمة التاريخية مع ترقب خفض الفائدة الأمريكية وتفاقم المخاوف العالمية

واصلت أسعار الذهب صعودها التاريخي لتسجل قمة جديدة بالقرب من 4380 دولارًا للأوقية قبل أن تتراجع قليلًا إلى حدود 4300 دولار خلال تعاملات الجمعة، وسط إقبال عالمي متزايد على الملاذات الآمنة بفعل تصاعد التوترات الاقتصادية والسياسية. ورغم هذا التراجع الطفيف، يواصل المعدن الأصفر مساره الصاعد نحو تحقيق المكسب الأسبوعي التاسع على التوالي.

ويأتي هذا الأداء القوي مدعومًا بتنامي المخاوف من جمود المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، التي ما زالت تلقي بظلالها على توقعات النمو العالمي. كما ساهمت الاضطرابات المصرفية الإقليمية في أمريكا وإغلاق الحكومة الفيدرالية في تعزيز نزعة العزوف عن المخاطرة، ما دفع المستثمرين إلى زيادة حيازاتهم من الذهب.

في الوقت ذاته، يراهن المتداولون بقوة على خفضين متتاليين للفائدة من الاحتياطي الفيدرالي بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعي أكتوبر وديسمبر المقبلين، وهو ما يعزز جاذبية الذهب كأصل لا يدر عائدًا في ظل تراجع تكلفة الفرصة البديلة. وتُظهر أداة CME FedWatch أن الأسواق تسعّر احتمال خفض فائدة في أكتوبر بنسبة 96.8%، وفرصة إضافية بنسبة 81.3% لخفض آخر في ديسمبر.

كما تخطت القيمة السوقية للذهب حاجز 30 تريليون دولار لأول مرة في التاريخ، في إشارة إلى التدفقات الضخمة نحو السبائك مقارنة بالأصول الأخرى مثل العملات الرقمية أو أسهم التكنولوجيا الكبرى.

على الصعيد الفني، شهد المعدن تصحيحًا طفيفًا بعد موجة صعود حادة، مع تمسك الاتجاه الصاعد بوضوح. ويُتوقع أن يشكّل مستوى 4230 دولار دعمًا فوريًا، يليه دعم آخر عند 4115 دولار، فيما يتيح تراجع مؤشر القوة النسبية بعض الاستقرار قبل أي محاولة جديدة لاختبار القمة التاريخية.