الذهب يواصل التراجع مع قوة الدولار وتراجع شهية المستثمرين للمخاطرة
تراجعت أسعار الذهب للجلسة الثالثة على التوالي، مقتربة من أدنى مستوياتها، بفعل صعود الدولار وتقلص الإقبال على الملاذات الآمنة وسط تفاؤل اقتصادي عالمي.

تواصل أسعار الذهب تراجعها لليوم الثالث على التوالي، إذ فشل المعدن النفيس في الحفاظ على مكاسبه الليلية، متأثرًا باستمرار تدفق الاستثمارات نحو الدولار الأمريكي الذي يشهد دعمًا متجددًا. يتزامن ذلك مع تراجع الطلب على الأصول الآمنة، وسط أجواء من التفاؤل التجاري في الأسواق العالمية، ما أدى إلى تقليص جاذبية الذهب لدى المستثمرين.
وقد أظهرت بيانات أمريكية حديثة مرونة في سوق العمل، حيث انخفضت طلبات إعانة البطالة للأسبوع السادس على التوالي لتصل إلى 217 ألفًا، وهو أدنى مستوى لها منذ منتصف أبريل، مما يعزز احتمال إبقاء الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه القادم. كما سجلت مؤشرات مديري المشتريات المركب والخدمي من S&P Global نموًا ملحوظًا، في حين شهد قطاع التصنيع أول انكماش منذ ديسمبر.
ورغم الضغط المستمر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على البنك المركزي لتخفيض معدلات الفائدة، إلا أن الضغوط التضخمية الناتجة عن الرسوم الجمركية قد تدفع الاحتياطي الفيدرالي للتمسك بسياسته الحالية، الأمر الذي يزيد من جاذبية الدولار ويؤثر سلبًا على الذهب.
وفي المقابل، قد يحد من خسائر المعدن النفيس تصاعد التوترات الجيوسياسية، لا سيما النزاع الحدودي المتجدد بين تايلاند وكمبوديا، والذي يعزز احتمالات عودة الإقبال على الأصول الآمنة.
من الناحية الفنية، تتجه الأنظار إلى دعم محتمل للذهب قرب مستوى 3351 دولار، والمتوسط المتحرك البسيط 100 فترة، مع إمكانية تعمق الخسائر في حال كسر مستويات 3335 و3300 دولار، ما قد يمهد الطريق للهبوط نحو القاع الشهري عند 3282 دولار. أما في حالة حدوث ارتداد، فقد يشكل مستوى 3377 دولار مقاومة أولية، يليه حاجز فني قوي عند نطاق 3438–3440 دولار.