الرسوم الجمركية تُربك وول ستريت مجددًا مع ترقّب بيانات الوظائف الأمريكية

تراجعت العقود الآجلة لمؤشرات وول ستريت مع بداية يونيو بفعل تصاعد التوترات الجمركية بين واشنطن وبكين، ما أعاد حالة القلق إلى الأسواق بعد شهر من المكاسب القوية. وتترقّب الأسواق الآن صدور بيانات الوظائف لتقييم مسار الاقتصاد والسياسات النقدية المقبلة.

Jun 2, 2025 - 15:02
الرسوم الجمركية تُربك وول ستريت مجددًا مع ترقّب بيانات الوظائف الأمريكية

افتتحت الأسواق الأمريكية الأسبوع الجديد على انخفاض طفيف في العقود الآجلة، مع تحول المستثمرين من شهر مايو المليء بالمكاسب إلى يونيو المحاط بمخاطر تجارية متزايدة. فقد تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.5%، وانخفضت العقود الآجلة لداو جونز وناسداك 100 بنسب مماثلة، في إشارة إلى تزايد الحذر بين المتداولين.

وكان مايو قد شهد أداءً مميزًا، إذ حقق مؤشر S&P 500 أفضل نتيجة له في شهر مايو منذ عام 1990، مدفوعًا بارتفاع أسهم التكنولوجيا وتفاؤل الأسواق تجاه الذكاء الاصطناعي، إلى جانب بيانات اقتصادية قوية عززت شهية المستثمرين للمخاطرة. لكن هذه المعنويات الإيجابية اصطدمت مجددًا بتصاعد التوترات التجارية، خاصة بعد أن أعادت محكمة استئناف أمريكية فرض رسوم جمركية كان قد ألغاها حكم سابق، ما أعاد الغموض إلى المشهد التجاري بين واشنطن وبكين.

وفي خضم هذه التطورات، وجه الرئيس السابق دونالد ترامب اتهامات مباشرة للصين بخرق التزاماتها التجارية، مما زاد التوتر قبل صدور بيانات اقتصادية مرتقبة، على رأسها تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر مايو. ومن المتوقع أن تقدم هذه البيانات إشارات مهمة حول مدى تأثير التوترات الجيوسياسية والتجارية على مسار الاقتصاد الأمريكي.

وفي سياق متصل، تخلى إيلون ماسك عن قيادته لمشروع عملة دوجكوين، موجهًا تركيزه مجددًا نحو شركة تسلا، مما أثر بشكل إيجابي على أداء سهم الشركة، رغم أن خطواته لإصلاح الوضع الاقتصادي في شركاته لم تحقق بعد الأهداف المعلنة.

وفي الأسبوع الجاري، من المتوقع أن تكون النتائج الفصلية لعدد من الشركات البارزة مثل كراودسترايك وبرودكوم محورًا آخر لاهتمام السوق، بينما تستمر المخاوف بشأن إمكانية تصعيد تجاري جديد في الضغط على شهية المخاطرة لدى المستثمرين.

ويرى خبراء من بنك باركليز أن الآمال بحل سريع للنزاعات الجمركية تراجعت، وهو ما قد يؤخر تحوّل الإدارة الأمريكية نحو سياسات اقتصادية أكثر تحفيزًا، مما يضيف طبقة جديدة من الغموض إلى مستقبل الأسواق في الفترة المقبلة.