الرياض تُطلق شراكة استثمارية بـ600 مليار دولار مع واشنطن: الذكاء الاصطناعي والطاقة والطيران في صدارة التحالف الجديد

أطلقت الرياض منتدى الاستثمار السعودي-الأمريكي بحضور رفيع، معلنة عن شراكات استراتيجية جديدة في الذكاء الاصطناعي والطاقة والطيران، مع تأكيد التوجه نحو تكامل اقتصادي موسع مع واشنطن ضمن رؤية 2030. المنتدى شهد الإعلان عن مشاريع واستثمارات كبرى تعزز مكانة السعودية كوجهة عالمية لرؤوس الأموال.

May 13, 2025 - 17:54
الرياض تُطلق شراكة استثمارية بـ600 مليار دولار مع واشنطن: الذكاء الاصطناعي والطاقة والطيران في صدارة التحالف الجديد

شهدت العاصمة السعودية الرياض، اليوم، انطلاق أعمال منتدى الاستثمار السعودي-الأمريكي وسط حضور لافت من كبار المسؤولين الحكوميين وقادة الأعمال من البلدين، في فعالية اعتبرها وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح نقطة تحول تاريخية في مسيرة العلاقات الممتدة منذ أكثر من تسعة عقود.

في كلمته الافتتاحية، أشار الفالح إلى أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة تعكس عمق التحالف بين البلدين، واصفًا العلاقة بين الرياض وواشنطن بأنها واحدة من أقوى الشراكات الجيوسياسية في العالم. وأضاف أن العلاقة التي بدأت بتعاون في قطاع الطاقة وأثمرت عن تأسيس شركة أرامكو، تشهد الآن توسعًا نحو تكامل اقتصادي أشمل، مع خطط لرفع حجم الشراكة إلى 600 مليار دولار في غضون أربع سنوات، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية 2030.

وأوضح الفالح أن الطاقة ما زالت تمثل العمود الفقري لهذه الشراكة، لكنها لم تعد القطاع الوحيد، مؤكدًا أن المملكة باتت تزخر بفرص استثمارية كبرى في مجالات مثل الطاقة المتجددة، والتعدين، والبنية التحتية، والذكاء الاصطناعي، والخدمات المالية، والسياحة.

من جهته، أوضح وزير المالية السعودي محمد الجدعان أن المملكة تسعى لتوطين التكنولوجيا الحديثة من خلال نقل الخبرات وبناء كوادر وطنية متخصصة. ودعا الشركات الأمريكية إلى استكشاف الفرص المتاحة داخل السوق السعودي، مؤكدًا جاهزية الإطار التنظيمي في المملكة لدعم الابتكار والتحول الرقمي.

في السياق نفسه، أكد الرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك، لاري فينك، أن السعودية أصبحت نقطة جذب للاستثمارات العالمية بفضل وتيرة النمو المتسارعة والفرص الواعدة، مشيرًا إلى أن شركته أسست فرق عمل داخل المملكة وتعمل على تطوير منتجات مالية مخصصة للسوق السعودي.

وشكّل الذكاء الاصطناعي محورًا أساسيًا في المنتدى، حيث صرّح ديفيد ساكس، المستشار الخاص للذكاء الاصطناعي في البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة لا تستطيع التفوق في هذا المجال دون دعم حلفائها، وعلى رأسهم السعودية وكندا. وأكد أن قوانين تقييد تصدير تقنيات الذكاء الاصطناعي لا تشمل الدول الحليفة، مشددًا على أهمية التعاون الثنائي في تطوير البنية التحتية الرقمية والمعرفية.

كما كشف المنتدى عن عدة صفقات استراتيجية، من أبرزها نية صندوق الاستثمارات العامة شراء 30 طائرة بوينغ 737 ماكس لصالح شركة "أفيليس"، في خطوة تؤكد تعميق الشراكة في قطاع الطيران. وفي قطاع التقنية، أعلن طارق أمين، الرئيس التنفيذي لشركة "هيوماين"، عن إطلاق مشروع للذكاء الاصطناعي بقدرة 500 ميغاواط بالشراكة مع شركة إنفيديا. وأشاد جين سون هوانغ، الرئيس التنفيذي لإنفيديا، بهذه الخطوة، معتبرًا أنها بداية قوية لمشوار المملكة في عالم الذكاء الاصطناعي.

وعلى صعيد الطاقة، أعلن أمين الناصر، الرئيس التنفيذي لأرامكو، أن الشركة ستستثمر 3.4 مليار دولار في توسعة مصفاتها بالولايات المتحدة لزيادة تكاملها مع قطاع البتروكيماويات. كما أكد رئيس شركة "أكوا باور" قدرة السعودية الفريدة على تلبية احتياجات مراكز البيانات حول العالم، بفضل وفرة الطاقة والبنية التحتية المتطورة.