الفضة تتراجع تحت 33.50 دولار بفعل تراجع المخاوف الجيوسياسية.. وترقب لعودة الطلب وسط أزمة الدين الأمريكية
تراجعت أسعار الفضة بعد تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مما قلل من الإقبال على الأصول الآمنة. لكن تزايد المخاوف حول العجز الأمريكي وانخفاض العوائد قد يعيدان الزخم للطلب على الفضة خلال الفترة القادمة.

شهدت أسعار الفضة (XAG/USD) تراجعًا خلال تداولات صباح الثلاثاء في آسيا، حيث تم تداول الأونصة بالقرب من مستوى 33.40 دولار، بعد مكاسب استمرت ليومين متتاليين. هذا التراجع جاء مع انخفاض الطلب على الملاذات الآمنة، مدفوعًا بتهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والتي ساهمت في تحسن شهية المستثمرين للمخاطرة.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد هدد في وقت سابق بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الواردات الأوروبية، لكنه تراجع عن ذلك بعد محادثة هاتفية مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، حيث قرر تأجيل فرض الرسوم حتى التاسع من يوليو. وفي المقابل، أعلن الاتحاد الأوروبي عن نيته تسريع المحادثات التجارية مع واشنطن، ما ساعد في تهدئة الأجواء.
رغم هذه التهدئة، لا تزال الفضة مرشحة للعودة إلى الصعود، في ظل تزايد المخاوف بشأن الوضع المالي الأمريكي. إذ يترقب السوق مشروع قانون مالي جديد مقدم من الرئيس ترامب، يتضمن تخفيضات ضريبية وزيادة في الإنفاق ورفعًا لسقف الدين، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة العجز بنحو 3.8 مليار دولار بحسب تقديرات مكتب الميزانية في الكونغرس.
هذا السيناريو يزيد من احتمالية استمرار عوائد السندات الأمريكية في الارتفاع، ما يرفع تكلفة الاقتراض ويمثل ضغطًا إضافيًا على الاقتصاد. ومع ذلك، فقد شهدت عوائد السندات طويلة الأجل تراجعًا لليوم الثالث على التوالي، حيث سجلت السندات لأجل 10 سنوات نسبة 4.48% ولأجل 30 عامًا نسبة 5.0%. انخفاض هذه العوائد يجعل المعادن الثمينة مثل الفضة أكثر جاذبية، نظرًا لانخفاض تكلفة الفرصة البديلة.
إضافة إلى ذلك، قد يدعم ضعف الدولار الأمريكي الطلب على الفضة، إذ تصبح أكثر تنافسية بالنسبة للمشترين من خارج الولايات المتحدة. وتتجه الأنظار الآن إلى محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المرتقب يوم الأربعاء، تليه بيانات التضخم الأساسي (PCE) يوم الجمعة، حيث يأمل المستثمرون في مؤشرات أوضح بشأن مسار الفائدة القادم.