الفضة تستقر دون 49 دولار مع ترقب الأسواق خفضًا جديدًا للفائدة الأمريكية
تتداول الفضة قرب 48.8 دولار للأونصة بعد مكاسب قوية، مع توقعات متزايدة بأن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض الفائدة مجددًا وسط تضخم أمريكي ضعيف ودولار متراجع، مما يبقي الزخم الإيجابي للمعدن قائمًا.
تراجعت أسعار الفضة قليلًا خلال تعاملات الجمعة لتستقر حول 48.85 دولار للأونصة، منخفضة بنسبة 0.10% تقريبًا، بعد أن واجهت مقاومة قوية عند المستوى النفسي 49 دولار. ويبدو أن المعدن الأبيض يأخذ استراحة بعد صعوده الحاد في الأيام الماضية، مدعومًا بتزايد الرهانات على مزيد من خفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
أظهرت بيانات التضخم الصادرة حديثًا في الولايات المتحدة استمرار التباطؤ في وتيرة الأسعار، إذ ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.3% على أساس شهري في سبتمبر، أي أقل من التوقعات، بينما تباطأ التضخم الأساسي إلى 3% سنويًا. دفعت هذه الأرقام المستثمرين إلى تعزيز رهاناتهم على خفض بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الفيدرالي المرتقب أواخر أكتوبر، مع توقع خفض إضافي في ديسمبر، في إطار سياسة نقدية أكثر تيسيرًا لدعم الاقتصاد.
يسهم هذا الاتجاه في إبقاء الطلب على المعادن الثمينة قويًا، إذ إن انخفاض تكاليف الاقتراض يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الأصول غير المدرة للعائد مثل الفضة والذهب. كما يواصل ضعف الدولار الأمريكي وتراجع عوائد السندات الأمريكية توفير دعم مستمر للفضة في المدى المتوسط، خصوصًا في ظل حالة عدم اليقين السياسي الناتجة عن الإغلاق الحكومي الممتد في الولايات المتحدة.
ورغم الضغوط، تظل التوقعات العامة للفضة إيجابية، إذ يجتمع مزيج من التضخم الضعيف، وسياسة التيسير النقدي، وضعف العملة الأمريكية في خلق بيئة مواتية للمعدن الأبيض. ومع ذلك، جاءت مؤشرات الاقتصاد الكلي الأمريكية الأخيرة متباينة، ما يشير إلى توازن دقيق بين القوة في بعض القطاعات والضعف في ثقة المستهلكين.
فقد أظهرت بيانات “ستاندرد آند بورز جلوبال” لشهر أكتوبر ارتفاع مؤشر مديري المشتريات المركب إلى 54.8 نقطة، وهي أقوى قراءة خلال ثلاثة أشهر، مدفوعة بتحسن في كل من القطاعين الصناعي والخدمي. وفي المقابل، تراجع مؤشر ثقة المستهلك من جامعة ميشيغان إلى 53.6 نقطة، ما يعكس تزايد الحذر بين الأسر الأمريكية، رغم بقاء النشاط الاقتصادي قويًا نسبيًا.
ويشير هذا التباين إلى أن الاحتياطي الفيدرالي قد يتبنى نهجًا تدريجيًا في خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة. وحتى ذلك الحين، من المرجح أن تظل الفضة مدعومة من قبل المستثمرين الذين يرون في أي تراجع سعري فرصة للشراء، في ظل استمرار توقعات التيسير النقدي حتى نهاية العام الجاري.