الفضة تلمع بقوة مع تصاعد مخاوف السوق.. والأنظار تتجه إلى بيانات أمريكية مصيرية
تقفز الفضة مستفيدة من تدفقات الملاذ الآمن وسط قلق عالمي متصاعد وترقب شديد لبيانات أمريكية قد تحدد مسار الفيدرالي القادم.
سجلت أسعار الفضة ارتفاعًا قويًا خلال تداولات الأربعاء، إذ صعدت بنحو 2.10% لتلامس مستوى 51.90 دولار، مدفوعة بتحول المستثمرين نحو الأصول الآمنة في ظل تصاعد مشاعر النفور من المخاطرة عالميًا. ويأتي هذا التوجه مع تراجع شهية المخاطرة عبر الأسواق، خاصة وسط ضعف في أداء الأسهم العالمية وضغوط متزايدة على قطاع التكنولوجيا، حيث تتزايد المخاوف من مبالغات سعرية قبل إعلان نتائج شركة Nvidia المنتظرة.
ويظل الحذر مسيطرًا على تعاملات المستثمرين مع اقتراب صدور محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، وهو حدث يتوقع أن يكشف مزيدًا من الإشارات حول موقف صانعي السياسة تجاه تخفيض محتمل لأسعار الفائدة في ديسمبر. فرغم أن الاحتياطي الفيدرالي خفض الفائدة في أكتوبر بمقدار 25 نقطة أساس، فإن العديد من المسؤولين أكدوا لاحقًا أن استمرار ضغوط التضخم وتباطؤ سوق العمل بشكل غير حاد لا يزالان يمثلان عائقًا أمام مزيد من التيسير.
ويزيد من حالة الترقب تأخر صدور تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر سبتمبر، المرتقب يوم الخميس، وذلك في وقت تشير فيه بيانات العمل الأخيرة إلى فقدان الزخم. فقد أظهر تقرير ADP تراجعًا طفيفًا في التوظيف بالقطاع الخاص، بينما واصلت طلبات إعانة البطالة ارتفاعها للأسبوع الثالث على التوالي، وهو ما يعكس بداية تباطؤ محتمل في سوق العمل، وإن كان غير كافٍ بعد لإجبار الفيدرالي على خفض إضافي للفائدة.
وبحسب أداة FedWatch، تراجعت توقعات خفض الفائدة في ديسمبر بشكل ملحوظ خلال الأيام الأخيرة، ما قلل من الضغوط على الدولار الأمريكي لكنه لم يُضعف جاذبية المعادن الثمينة، وعلى رأسها الفضة. وفي ضوء توتر الأوضاع الجيوسياسية وضعف الأسهم وهشاشة بيانات العمالة، تواصل الفضة الاستفادة من البيئة الداعمة للملاذات الآمنة، لتظل في موقع قوي رغم تراجع احتمالات التيسير النقدي القريب.