الفضة تلمع فوق 49 دولار مع تصاعد مخاوف السوق وتزايد رهانات خفض الفائدة الأمريكية
قفزت أسعار الفضة مع اندفاع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة وسط الإغلاق الحكومي الأمريكي وتوترات التجارة، بينما يراهن السوق بقوة على خفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي.
ارتفعت أسعار الفضة بقوة خلال تداولات الخميس لتتجاوز مستوى 49 دولارًا للأونصة، مدعومة بزيادة الطلب على الأصول الآمنة في ظل تصاعد القلق في الأسواق العالمية قبل صدور بيانات التضخم الأمريكية المنتظرة.
ويتداول زوج الفضة/الدولار (XAG/USD) حول 49.20 دولار في وقت كتابة هذا التقرير، مرتفعًا بنحو 1.4% خلال اليوم، مع تزايد إقبال المستثمرين على المعدن الرمادي كملاذ آمن في مواجهة حالة عدم اليقين التي تخيم على المشهد الاقتصادي الأمريكي بسبب الإغلاق الحكومي المستمر وتأجيل إصدار مؤشر أسعار المستهلك لشهر سبتمبر حتى يوم الجمعة.
كما تدعم توقعات خفض أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي موجة الصعود الحالية، إذ تشير أداة CME FedWatch إلى أن الأسواق تسعّر احتمالًا يقارب 97% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع أكتوبر المقبل. ويعزز هذا التوجه جاذبية الفضة، كونها من الأصول غير المدرة للعائد التي تستفيد عادة من بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.
وعلى الصعيد العالمي، أعادت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين إشعال المخاوف بشأن النمو الاقتصادي، بعد تقارير عن نية واشنطن فرض قيود جديدة على صادرات التكنولوجيا والبرمجيات إلى بكين ردًا على القيود الصينية الأخيرة على المعادن النادرة. ورغم ذلك، لا تزال الأسواق تحتفظ ببعض التفاؤل في انتظار الاجتماع المرتقب بين الرئيسين دونالد ترامب وشي جين بينغ الأسبوع المقبل، والذي قد يفتح الباب أمام تهدئة جديدة في العلاقات التجارية.
في المجمل، تواصل الفضة الاستفادة من مزيج من العوامل الداعمة تشمل السياسات النقدية التيسيرية، والاضطرابات السياسية الأمريكية، والمخاطر الجيوسياسية العالمية. ومع ارتفاعها بأكثر من 70% منذ بداية العام، يؤكد المعدن الرمادي مكانته كأحد أبرز المستفيدين من التحولات الاقتصادية والاضطرابات الراهنة.