الفضة تلمع من جديد: تصاعد التوترات التجارية مع الصين يدفع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة
قفزت أسعار الفضة بأكثر من 3% مع تزايد الإقبال عليها كملاذ آمن، مدفوعة بتصريحات ترامب التي اتهم فيها الصين بانتهاك اتفاق تجاري. تراجع الدولار الأمريكي عزز من هذا الارتفاع وسط توترات تجارية ومخاوف من نقص في المعادن النادرة.

شهدت أسعار الفضة (XAG/USD) ارتفاعًا ملحوظًا في بداية تداولات الأسبوع، إذ زادت بأكثر من 3% لتتجاوز المتوسط المتحرك البسيط لعشرة أيام، مع استقرارها عند مستوى دعم يبلغ نحو 33.28 دولار وقت إعداد التقرير. هذا الارتفاع جاء نتيجة تزايد الطلب على الفضة كأحد أبرز الملاذات الآمنة، وسط ضغوط جيوسياسية وتجارية جديدة أثارت قلق المستثمرين.
التصعيد الأخير في التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين كان العامل الرئيسي وراء هذا التغير في معنويات السوق، بعد أن اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصين علنًا بخرق الاتفاق التجاري الذي تم التوصل إليه منتصف مايو. وفي منشور له على منصة "تروث سوشيال"، عبر ترامب عن استيائه مما وصفه بانتهاك الصين لتعهداتها، ملمّحًا إلى خيبة أمل شخصية من القيادة الصينية دون الخوض في تفاصيل دقيقة.
وربط تقرير لوكالة رويترز هذا التوتر بعدم التزام الصين بتسريع تطوير صناعتها في مجال المعادن النادرة، وهي عناصر بالغة الأهمية تدخل في تصنيع مكونات إلكترونية رئيسية للسيارات مثل محركات المساحات وأنظمة الكبح الحديثة. وقد حذر عدد من قادة صناعة السيارات من احتمال تعطل خطوط الإنتاج في حال استمرار نقص هذه المواد الحيوية.
على الصعيد السياسي، أوضح وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، في مقابلة تلفزيونية أن المفاوضات مع بكين تمر بمرحلة ركود، وأن إعادة تحريكها قد تتطلب تدخلًا مباشرًا من الرئيسين ترامب وشي جين بينغ.
كل هذه العوامل أسهمت في تراجع الدولار الأمريكي، مما عزز من مكاسب الفضة والذهب كأصول ملاذ آمن في أوقات الغموض الجيوسياسي والاقتصادي، حيث يفضل المستثمرون تجنب الأصول المرتبطة بالمخاطر العالية في ظل هذه الأجواء المتوترة.