المركزي السويسري يصدم الأسواق بخفض الفائدة إلى الصفر.. والدولار/فرنك في حالة ترقب وسط عطلة أمريكية

أقدم البنك الوطني السويسري، اليوم الخميس، على خفض غير متوقع لسعر الفائدة الرئيسي بمقدار 25 نقطة أساس إلى 0%، ليصبح أقل البنوك المركزية من حيث تكلفة الاقتراض بين الاقتصادات الكبرى. وجاءت هذه الخطوة في وقت تميز بتراجع في أحجام التداول نتيجة عطلة "يوم التحرير" في الولايات المتحدة، ما أبقى حركة زوج الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري (USD/CHF) ضمن نطاق محدود قرب 0.8186.

وبالرغم من الأداء القوي للزوج في الأيام القليلة الماضية، إلا أنه واجه مقاومة فنية عند المتوسط المتحرك الأسي لـ21 يومًا، مما حدّ من فرص الارتفاع نحو قمم جديدة. وكانت الأسواق تتوقع موقفًا أكثر تحفظًا من البنك، غير أن قرار الخفض عكس رغبة واضحة في مواجهة قوة الفرنك وتقليص الضغوط التضخمية، والتي أشار البنك إلى أنها بدأت بالتراجع مقارنة بالربع السابق.

كما لمح البنك الوطني السويسري إلى إمكانية التدخل في سوق الصرف الأجنبي إذا لزم الأمر، في حين أبدى الرئيس مارتن شليجل حذرًا حيال أي تحركات مستقبلية نحو معدلات سلبية، مشيرًا إلى التحديات التي قد تترتب على ذلك للمدخرين وصناديق التقاعد والقطاع العقاري.

في ظل هذه التطورات، ارتفع العائد على السندات الحكومية السويسرية لأجل عشر سنوات إلى 0.3%، وسط حالة من القلق الجيوسياسي المتزايد في الشرق الأوسط ومؤشرات على تحولات في سياسات البنوك المركزية، بما في ذلك الفيدرالي الأمريكي. وقد توقع البنك أن يبقى التضخم في البلاد عند مستويات منخفضة للغاية خلال السنوات المقبلة، حيث يبلغ متوسطه 0.2% في 2025، ويرتفع تدريجيًا إلى 0.7% بحلول 2027.

وتُظهر حركة السوق أن المستثمرين ما زالوا حذرين بانتظار بيانات ومؤشرات أوضح، في وقت تتزايد فيه التكهنات بإمكانية اتخاذ المركزي السويسري مزيدًا من خطوات التيسير في اجتماعاته المقبلة، خاصة إذا تدهورت المؤشرات الاقتصادية أكثر.