النفط يتعافى جزئيًا وسط قرارات أوبك+ وضبابية الطلب العالمي
تعافت أسعار النفط جزئيًا بعد هبوطها، وسط قرار أوبك+ بتسريع زيادة الإنتاج، مما زاد من وفرة المعروض، في وقت تتراجع فيه توقعات الطلب العالمي بفعل الحرب التجارية بين واشنطن وبكين.
سجلت أسعار خام غرب تكساس الوسيط (WTI) بعض التعافي خلال تداولات يوم الاثنين، إذ ارتفعت من أدنى مستوياتها اليومية عند 55.14 دولار لتقترب من 57.30 دولار، رغم استمرار الضغوط السلبية التي تُبقي الأسعار منخفضة بنحو 1.5% مقارنة بإغلاق يوم الجمعة. يعود هذا التراجع إلى التحول في سياسة أوبك+ بشأن تخفيضات الإنتاج، حيث أعلنت المجموعة عن تسريع وتيرة التراجع عن خفض إنتاج النفط البالغ 2.2 مليون برميل يوميًا، الذي بدأ منذ سبتمبر 2022.
وفقًا لخطة الإنتاج الجديدة، فإن أوبك+ ستزيد تدريجيًا كميات النفط المعروضة بدءًا من أبريل، لكنها قررت تسريع العملية بشكل ملحوظ. فبعد زيادة الإنتاج بمعدل 411,000 برميل يوميًا في مايو، ستضيف 960,000 برميل أخرى إلى السوق في يونيو، ما يزيد من تخمة المعروض ويضعف من فرص صعود الأسعار في المدى القريب.
وتأتي هذه التحركات في وقت تتزايد فيه حالة عدم اليقين بشأن الطلب العالمي، لا سيما مع استمرار النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين. التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن احتمال عقد صفقات ثنائية لم تخفف تمامًا من المخاوف، في ظل مؤشرات على أن التوترات مع الصين لن تهدأ قريبًا.
وقد دفع هذا المشهد الاقتصادي المضطرب بعض المحللين إلى خفض توقعاتهم لنمو الناتج المحلي الإجمالي الصيني، وهو ما يضيف مزيدًا من الضغط على الطلب العالمي للنفط، كون الصين تُعد أكبر مستورد للخام عالميًا. في ظل هذه العوامل مجتمعة، تبقى أسعار النفط عُرضة للتقلبات، مع غلبة الاتجاه الهبوطي في الوقت الراهن.
