الهدنة التجارية على صفيح ساخن: أمريكا والصين تشتعلان مجددًا بسبب رقائق التكنولوجيا

عادت التوترات بين واشنطن وبكين لتطفو على السطح رغم التهدئة المؤقتة، وسط تبادل اتهامات بشأن صناعة الرقائق الإلكترونية. تصاعد الخطاب السياسي والجمركي يُهدد بإفشال الاتفاق المؤقت ويُعمّق القلق لدى الأسواق العالمية والمستثمرين.

May 21, 2025 - 18:21
الهدنة التجارية على صفيح ساخن: أمريكا والصين تشتعلان مجددًا بسبب رقائق التكنولوجيا

هد العلاقة التجارية الهشة بين الولايات المتحدة والصين اضطرابًا جديدًا مع تصاعد التصريحات العدائية حول تكنولوجيا الرقائق المتقدمة، ما يضع الهدنة التي أُعلنت مؤخرًا بين الجانبين في مهب الريح. وكانت هذه التهدئة قد بثّت بعض الطمأنينة في الأسواق العالمية بعد إعلان تعليق مؤقت للرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا، لكن المؤشرات الحالية توحي بإمكانية تلاشي هذا التفاؤل سريعًا.

وزارة التجارة الصينية أعلنت يوم الأربعاء أنها ستتخذ إجراءات قانونية بحق أي جهة تساعد في الحد من استخدام أشباه الموصلات المصنّعة في الصين، في إشارة مباشرة إلى الجهود الأمريكية للحد من نفوذ هواوي ومثيلاتها. ويأتي هذا بعد أن كانت وزارة التجارة الأمريكية قد وجّهت تحذيرًا عالميًا باستخدام شرائح هواوي، قبل أن تتراجع عنه لاحقًا.

هذا التوتر المتصاعد يأتي في وقت بدأت فيه آثار الحرب التجارية السابقة تظهر بوضوح، إذ تراجعت واردات الولايات المتحدة من الهواتف وأجهزة آيفون الصينية إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2011، كما سجّل ميناء لوس أنجلوس انخفاضًا بنحو 30% في حركة الشحنات خلال مايو، نتيجة لتداعيات الرسوم الجمركية.

وتستمر تحذيرات الشركات الكبرى من العواقب المحتملة لهذه التوترات. فقد أشار جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك JPMorgan، إلى أن الأسواق لا تُدرك تمامًا حجم التأثير طويل المدى للرسوم الجمركية، فيما أضافت جين فريزر من Citigroup أن حالة الضبابية تدفع العديد من الشركات إلى تجميد استثماراتها.

من جانبه، صعّد البيت الأبيض من نبرته، حيث صرح وزير الخزانة سكوت بيسنت أن العودة لمعدلات الرسوم المرتفعة ستتم إذا لم يتم التوصل إلى اتفاقات تجارية خلال فترة التهدئة الحالية، مشيرًا إلى 18 دولة تعتبرها واشنطن شركاء تجاريين أولوية.

الرئيس دونالد ترامب أكد أيضًا أن بلاده ستُحدّد قريبًا معدلات الرسوم الجمركية المفروضة على شركائها التجاريين، لافتًا إلى أن الموارد المحدودة تمنع الإدارة من التفاوض مع جميع الدول في الوقت نفسه.

ومع استمرار هذا التصعيد المتبادل، يتزايد القلق من انهيار الهدنة التجارية، ما قد يعيد إشعال واحدة من أكبر النزاعات التجارية التي عرفها الاقتصاد العالمي في السنوات الأخيرة.