تراجع الين الياباني بشكل ملحوظ خلال جلسة التداول الآسيوية، متأثرًا بتراجع الطلب على الملاذات الآمنة وسط تعافي الدولار الأمريكي، مما دفع زوج الدولار/ين للارتداد بقوة من أدنى مستوى سجله خلال أكثر من شهر. القرار الأمريكي الأخير بتأجيل فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي حتى 9 يوليو ساهم في تحسين معنويات الأسواق، مما قلل من الإقبال على الأصول الآمنة مثل الين.
في نفس الوقت، دعمت بيانات مؤشر أسعار المنتجين في قطاع الخدمات الياباني المتفائلة توقعات رفع أسعار الفائدة من قبل بنك اليابان هذا العام. إذ سجل المؤشر ارتفاعًا بنسبة 3.1% على أساس سنوي في أبريل، مما يعكس تسارع التضخم في القطاع، كما أشار محافظ البنك المركزي كازو أوييدا إلى ضرورة اليقظة تجاه المخاطر التضخمية، خصوصًا مع قرب تحقيق هدف التضخم الأساسي البالغ 2%.
من جانب آخر، أشار وزير المالية الياباني كاتسونوبو كاتو إلى أن أسعار الفائدة الحالية تعكس عوامل متعددة منها المخاوف بشأن المالية العامة للدولة، مع متابعة دقيقة لوضع سوق السندات وأداء عوائدها طويلة الأجل.
على الصعيد الدولي، تستمر حالة عدم اليقين حول السياسات التجارية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إحداث توترات مستمرة، بينما تواصل التوترات الجيوسياسية، مثل الهجوم الروسي في أوكرانيا والقصف الإسرائيلي في غزة، التأثير على تحركات الأسواق والطلب على العملات الملاذ الآمن.
في الوقت ذاته، يستعيد الدولار الأمريكي بعض قوته بعد وصوله إلى أدنى مستوى شهري، رغم أن توقعات تخفيضات الفائدة الأمريكية ومخاوف العجز المالي تبقيان قيد التأثير على الزخم الصعودي. يتجه المستثمرون الآن للتركيز على البيانات الاقتصادية الأمريكية المهمة هذا الأسبوع، بما في ذلك طلبيات السلع المعمرة، مؤشر ثقة المستهلك، محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، والناتج المحلي الإجمالي الأولي.
من الناحية التقنية، يبدو أن زوج الدولار/ين يواجه مقاومة عند مستويات تصحيح فيبوناتشي 61.8%، مع توقعات بضغط هبوطي مستمر إذا استمر الزوج دون مستوى 142.00. قد يدفع هذا الزوج نحو مستويات أدنى عند 141.55 و141.00، وحتى ما دون 140.00 في حالة استمرار الاتجاه الهابط. أما في حال تجاوز المقاومة، فقد يشهد الزوج ارتدادًا نحو 143.00 وما فوقه، مع احتمالية تراجع التداول مجددًا قرب مستويات 144.80 و145.00.
