الين الياباني يتعافى بخجل من أدنى مستوياته وسط اضطرابات سياسية في طوكيو وتوترات تجارية عالمية
يتذبذب الين الياباني بين التعافي والضعف مع تصاعد التوترات السياسية الداخلية ومخاوف الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، بينما تترقب الأسواق مسار سياسات بنك اليابان والاحتياطي الفيدرالي.
شهد الين الياباني بداية أسبوع متقلبة، إذ تمكن من التعافي جزئيًا من أدنى مستوى له خلال الجلسة الآسيوية يوم الاثنين، لكنه بقي تحت ضغط عوامل متعددة تحد من مكاسبه. ولا يزال ضعف الثقة في المشهد السياسي المحلي في اليابان وتذبذب معنويات المخاطرة عالميًا يضعف جاذبية الين كملاذ آمن.
تتزايد حالة الغموض في الداخل الياباني بعد أن أنهى حزب كومييتو تحالفه الممتد منذ 26 عامًا مع الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم، ما يعقّد المشهد السياسي ويهدد فرص المرشحة سناي تاكايشي في أن تصبح أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء. هذا الاضطراب الداخلي ساهم في إبقاء العملة اليابانية تحت الضغط أمام الدولار الأمريكي.
وعلى الصعيد الدولي، عاد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين ليؤثر في الأسواق، بعدما لوّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على السلع الصينية اعتبارًا من نوفمبر المقبل ردًا على قيود بكين الجديدة على تصدير المعادن النادرة. وردت الصين بتحذيرات من اتخاذ إجراءات مضادة لحماية مصالحها، مما زاد من حالة القلق في الأسواق العالمية.
ورغم أن ترامب حاول تهدئة الأجواء لاحقًا بتصريحات أشار فيها إلى رغبة واشنطن في “مساعدة الصين لا إيذائها”، إلا أن تلك اللهجة التصالحية لم تكن كافية لإزالة المخاوف تمامًا، خاصة مع استمرار الشكوك حول اجتماع محتمل بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ هذا العام.
على الجانب الاقتصادي، تباينت التوقعات بين سياسات بنك اليابان والاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. ففي الوقت الذي يتوقع فيه المستثمرون أن يقدم بنك اليابان على رفع أسعار الفائدة بحلول نهاية العام، تشير التوقعات إلى أن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض تكاليف الاقتراض مرتين إضافيتين، مما يجعل الدولار في وضع أكثر ليونة ويحدّ من مكاسب زوج الدولار/ين فوق مستوى 152.00.
يضاف إلى ذلك استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية منذ مطلع أكتوبر دون حل يلوح في الأفق، وهو ما دفع الإدارة الأمريكية إلى تسريح عدد من الموظفين الفيدراليين، الأمر الذي زاد من حذر المستثمرين تجاه الدولار الأمريكي وحدّ من الزخم الصعودي في زوج الدولار/ين.
من الناحية الفنية، يُظهر زوج USD/JPY بعض التماسك تحت المتوسط المتحرك البسيط لـ100 ساعة قرب 152.00، ما يدفع المتداولين إلى توخي الحذر قبل فتح مراكز جديدة. وفي حال تجاوز الزوج بوضوح مستوى 152.20، فقد يستهدف 153.00 ثم 153.30، وهو أعلى مستوى في ثمانية أشهر. أما على الجانب الهبوطي، فإن أي تراجع دون 151.00 قد يدفع الأسعار نحو 150.70 وربما 150.00، وهو مستوى دعم رئيسي يربط بين المتوسط المتحرك لـ200 ساعة وتصحيح فيبوناتشي 50%.