الين الياباني يحدّ من خسائره وسط مخاوف التدخل وتزايد رهانات رفع الفائدة من بنك اليابان

يقلص الين الياباني جزءًا من مكاسبه اليومية مقابل الدولار الأمريكي، مع بقاء الضغوط على العملة الأمريكية بسبب توقعات خفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي. ورغم تراجع الين الأخير، فإن أي انخفاض إضافي يبدو محدودًا مع استمرار المستثمرين في ترقّب إمكانية تدخل السلطات اليابانية في سوق الصرف، إلى جانب الآمال بعودة سياسة التشديد النقدي من بنك اليابان خلال اجتماع ديسمبر المقبل.

تستفيد العملة اليابانية كذلك من تصاعد التحذيرات الرسمية بشأن ضعف الين، حيث أصدر وزير المالية تحذيرًا صريحًا بشأن نية الحكومة التحرك لوقف التقلبات الحادة. كما عززت تصريحات مسؤولين حكوميين ومصرفيين احتمالات اتخاذ خطوات مباشرة للحفاظ على استقرار العملة، خاصة في ظل تأثير ضعفها على الأسعار والنشاط الاقتصادي.

وفي السياق ذاته، تشير التطورات الأخيرة إلى تغير واضح في نبرة بنك اليابان تجاه المخاطر التضخمية، بعدما أظهرت بيانات شهر أكتوبر ارتفاع مؤشر أسعار المنتجين للخدمات بنسبة 2.7% سنويًا، وهو ما يعزز فرص تحقيق هدف التضخم البالغ 2% واستمرار البنك في تشديد سياسته تدريجيًا. ورغم ذلك، فإن خطة التحفيز الاقتصادي الكبيرة التي أقرّتها الحكومة مؤخرًا رفعت المخاوف بشأن مستويات الدين، وهو ما يضغط على منحنى العائد ويحدّ من مكاسب الين.

على الجانب الآخر، يبقى الدولار الأمريكي تحت ضغط ملحوظ، بعد أن زادت الأسواق من رهانات خفض الفائدة في ديسمبر، رغم البيانات الاقتصادية الأمريكية المتباينة. وقد دفع هذا التراجع زوج الدولار/ين إلى مستويات قرب 155.70، فيما يظل التفاؤل بشأن محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا عاملًا إضافيًا يعزز شهية المخاطرة ويقلل الطلب على الين كملاذ آمن.

من الناحية الفنية، يجد زوج الدولار/ين دعمًا متكررًا قرب منطقة 155.65، بينما يواجه صعوبة في تجاوز المتوسط المتحرك البسيط لـ100 ساعة عند 156.70، وهو مستوى يمثل نقطة حاسمة لاستئناف الصعود. وفي حال استمرار الضعف دون 155.65، قد تتعمق التراجعات باتجاه 155.00، ما يفتح المجال لمزيد من الهبوط الممتد من القمة الأخيرة قرب 158.00.